عين على الأسواق
الأربعاء، 30 يوليو 2025
سجّلت بيانات مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي لشهر يوليو الحالي ارتفاعاُ مع تراجع المخاوف بالنسبة لآفاق نمو الاقتصاد ومرونة سوق العمل. ومن أهم الأسباب التي دفعت لتحسن معنويات الأفراد هو قانون التخفيض الضريبي الذي أقره الكونغرس الأمريكي في بداية شهر يوليو والذي مدد التخفيضات الضريبية التي مررتها إدارة ترمب الأولى في 2017.
كما تحسنت أيضاً معنويات المستثمرين ومعها شهية المخاطرة بسبب الوضوح حول طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق تجاري يجنّب فرض رسوم جمركية تتراواح بين 30-50% على البضائع الأوبية القادمة للولايات المتحدة في بداية شهر أغسطس القادم واحتمالية قيام الاتحاد الأوروبي بالرد من خلال فرض رسوم جمركية بقيمة 100 مليار يورو على البضائع الأمريكية القادمة للسوق الأوروبية. وبموجب هذا الاتفاق ستقبل أوروبا برسوم جمركية بنسبة 15% على بضائعها كما أنها ستتعهد بشراء بضائع ومواد طاقة من الولايات المتحدة.
بالنسبة للعلاقة الأمريكية مع الصين فهي ما زالت مستقرة بسبب الهدنة الحالية بين الطرفين وإمكانية الاتجاه لتمديدها لمدة 3 أشهر بحسب المصادر الأمريكية. أما بالنسبة لكندا والمكسيك وتايوان وكوريا الجنوبية فلا توجد معلومات بالنسبة للتوصل لاتفاق تجاري، في حين أنه قد تم الاقتراب للتوصل لاتفاق مع الهند.
سينتقل تركيز الأسواق اليوم من مستجدات الحرب التجارية إلى اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي والذي من المتوقع أن تُبقي على أسعار الفائدة من دون تغير عند 4.50% للمرة الخامسة على التوالي في هذا العام . واللافت في هذا الاجتماع هو الخلاف بين أعضاء اللجنة حيث يرى البعض بوجوب تخفيض أسعار الفائدة في الجتماع الحالي في حين ترى أغلبية الأعضاء بتثبيت سعر الفائدة.
وترجح الأسواق بنسبة 60% تخفيض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في اجتماع شهر سبتمبر المقبل. تجدر الإشارة إلى أنه في اجتماع شهر سبتمبر تصدر توقعات المركزي الأمريكي بالنسبة لمستويات النمو والبطالة والتضخم، وستصدر معها خارطة نقاط التصويت. وقد أشارت خارطة نقاط التصويت لاجتماع شهر يونيو الماضي إلى اتجاه الأعضاء تخفيض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال العام الحالي، وسيتحدد شكل خارطة نقاط التصويت في اجتماع شهر سبتمبر ببيانات سوق العمل والتضخم التي تسبقها وهي تقارير شهر يوليو وأغسطس.
ومن أهم الأسئلة التي قد يتم توجيهها لرئيس الاحتياطي الفيدرالي في المؤتمر الصحفي الذي سيعقده بعد صدور قرار الفائدة لشهر يوليو هو مدى تأثير الضغوط السياسية التي يمارسها الرئيس ترمب على قدرته على اتخاذ قرارات السياسة النقدية الأمريكية.
سجّلت أسعار مؤشر S&P500 أعلى مستوياتها على الإطلاق في بداية جلسة الأسبوع الحالي عند 6422 ومن ثم تراجعت بسبب عمليات جني الأرباح. وقد تكون في طريقها لاختبار الحد الأعلى لمنطقة التداول الحالية التي تقع بين 6146 مع 6500. ويعتبر إغلاق الأسعار اليومي فوق مستوى 6500 إشارة على قوة زخم الاتجاه الصاعد وإمكانية استمرار ارتفاعها نحو 6750. في هذه الحالة، يتوجب مراقبة مستويات المقاومة النفسية التي تقع عند 6600 و 6700.
يشير الإغلاق اليومي للأسعار أدنى 6146 إلى ضعف الاتجاه الصاعد وإمكانية أخذ المضاربين على تراجع السعر لزمام المبادرة وبدء حركة تصحيحية لاختبار عتبة 6000. في هذا السيناريو، يتوجب مراقبة مستوى الدعم الذي يقع عند 6069 باهتمام.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS