عين على الأسواق
الثلاثاء، 17 يونيو 2025
تراقب الأسواق تحديثات التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط باهتمام شديد، وعلى الرغم من تراجع أسعار الذهب لما دون عتبة 3400 دولار للأونصة وخام برنت لما دون 74 دولار أمريكي للبرميل، إلّا أن استقرار الأسعار أدنى المستويات المذكورة يبقى مُعلقاً على بقاء النزاع محدوداً بين طرفي النزاع إيران واسرائيل، وأية أخبار عن أي تصعيد كإغلاق مضيق هرمز أو انضمام الولايات المتحدة للأعمال العسكرية الحالية قد يكون له تأثير واضح على معنويات الأسواق بما قد يدفع لارتفاع أسعار مواد الطاقة بسبب إمكانية تراجع العرض وارتفاع أسعار الملاذات الآمنة و لى رأسها الذهب بسبب ازدياد الطلب عليها، وبالعكس فإن أية أخبار حول اتجاه الأمور للتهدئة بين الطرفين والعودة للمسار الدبلوماسي مع تخفيف أو إنهاء الأعمال العسكرية قد يدفع أسعار الذهب والنفط للمزيد من التراجع. تجدر الإشارة إلى أن الرئيس ترمب كان قد دعى على هامش قمة الدول السبعة الكبار “لإخلاء طهران” لوضع المزيد من الضغوط على الحكومة الإيرانية للتوصل لاتفاق يحد من قدراتها النووية، وغادر القمة بشكل مفاجئ من دون تحديد السبب لذلك بما يدل على أن الأمور مفتوحة لجميع الاحتمالات.
إلى جانب التطورات المذكورة أعلاه تعتبر تطورات الحرب التجارية من أهم العوامل المؤثرة على اتجاه أسعار الذهب حيث أن توصل الولايات المتحدة وشركائها التجريين لاتفاقات تجارية من شأنه أن يؤثر إيجاباً على الاقتصاد الأمريكي وعلى أسعار الدولار بما قد ينعكس سلباً على أسعار الذهب. وبالمقابل فإن نهاية المفاوضات من دون هذه الاتفاقات ونهاية مهلة 90 يوم من دون التوصل لاتفاق قد يؤدي إلى تطبيق إدارة ترمب للرسوم التي تم الإعلان عنها في بداية شهر أبريل بما قد يدفع لتراجع التبادل التجاري للولايات المتحدة مع هذه الدول وتأثير ذلك سلباً على الاقتصاد والدولار الأمريكي واستفادة أسعار الذهب من ذلك. وكان الرئيس ترمب قد شدد مع نظيره الكندي إلى اتجاه إرادة الطرفين إلى التوصل لاتفاق تجاري خلال شهر، وأعلن عن التوقيع على اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة في حين أنه لم يتم التوصل لهذه الاتفاق مع اليابان.
تترقب الأسواق اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي في هذا الأسبوع حيث سيصدر عنها قرار الفائدة الأمريكية والذي من المتوقع أن يُبقي الفائدة الحالية دون تغيير عند 4.5%. كما سيصدر توقعات مستويات النمو والتضخم والبطالة الأمريكية خلال العام الحالي والمقبل. أيضاً سيصدر توقعات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة على المدى القصير والطويل من خلال خارطة نقاط التصويت. وأية تخفيضات تكشفها هذه الخارطة بأكثر من المتوقع من الأسواق (وهو تخفيضين على الأقل في هذا العام) قد تدفع أسعار الذهب للارتفاع، والعكس صحيح.
كما سيتابع المستثمرون المؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي السيد جيروم باول والذي سيقدم المزيد من التوضيحات حول اتجاه السياسة النقدية الأمريكية وأهم العوامل التي يأخذها الأعضاء في تحديد هذه السياسة.
في الثاني من شهر يونيو الحالي، كسرت أسعار الذهب الحد الأعلى لنطاق العلم الصاعد استمرت بالتداول أعلاه في إشارة على إمكانية ارتفاع أسعار المعدن الأصفر على المدى القصير المتوسط إلى مستوى 3900 دولار للأونصة.
على المدى الأقصر، تتداول الأسعار ضمن المنطقة السعرية التي تقع بين 3357 – 3500 و يعتبر الإغلاق اليومي فوق مستوى 3500 دولار إشارة على إمكانية ارتفاعها باتجاه 3700 . إلا أنه يتوجب مراعاة إمكانية الارتداد عند مستوى المقاومة الذي يقع عند 3600 دولار للأونصة.
يعتبر الإغلاق اليومي أدنى 3357 إشارة على تراجع زخم الاتجاه الصاعد بما قد يشجع بعض المضاربين على تراجع الأسعار لأخذ زمام المبادرة وإمكانية بداية حركة لتصحيح الاتجاه نحو 3127. في هذا السيناريو، يتوجب مراقبة مستوى الدعم الذي يقع عند 3250 باهتمام شديد.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS