عين على الأسواق
الثلاثاء، 15 يوليو 2025
تترقب الأسواق اليوم صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يونيو، وبحسب التوقعات يُرجّح أن ترتفع مستويات التضخم الأمريكية متأثرةً بالرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترمب على شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
تجدر الإشارة إلى أن مستويات التضخم قد تكون مرشحة للارتفاع بشكل أكبر خلال الأشهر القادمة. ففي السابق حاولت الشركات التخفيف من آثار الرسوم الجمركية على أسعارها، من خلال استيراد كميات كبيرة من البضائع قبل دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ وتكديسها في مستودعاتها، بالإضافة إلى تخفيض هوامش أرباحها، إلّا أن هذه الإجراءات قد تصلح كحل مؤقت وبعدها يُرجّح عودة الأسعار للارتفاع بما قد يساهم بتراجع مستويات الطلب والانفاق الاستهلاكي، وتأثير ذلك سلباً على أرباح الشركات من جهة، بالإضافة إلى ارتفاع في مستويات التضخم بسبب ارتفاع أسعار البضائع من جهة ثانية.
وكان الرئيس ترمب قد وجّه إنذاراً لروسيا بفرض عقوبات اقتصادية تصل إلى 100% من الرسوم الجمركية على المنتجات الروسية في حال لم توقف عملياتها العسكرية وتوقف إطلاق النار مع أوكرانيا خلال مهلة 50 يوم. وينسجم موقف ترمب مع موقف الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس الذين يُعدان مشروع قانون في الكونغرس بفرض رسوم بمقدار 500% على البلدان التي تشتري النفط والغاز الروسي.
بعد الانخفاض الملحوظ الذي شهده الدولار الأمريكي في النصف الأول من العام، عادت العملة الخضراء إلى الاستقرار، لا سيما عقب صدور تقارير الوظائف الأمريكية الأخيرة التي أظهرت استمرار متانة سوق العمل. وقد عززت هذه البيانات موقف غالبية أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الداعي إلى التروي في خفض أسعار الفائدة، بهدف تقييم تأثير الرسوم الجمركية على معدلات التضخم. يأتي ذلك في ظل تجاهل الضغوط المتزايدة من الرئيس دونالد ترمب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، والتي وصلت إلى حد المطالبة باستقالته، احتجاجاً على تريّث البنك المركزي في اتخاذ قرار خفض الفائدة.
كما أن صدور بيانات تضخم أعلى من المتوقع في تقرير مؤشر أسعار المستهلك اليوم من شأنه أن يعزز موقف أعضاء الاحتياطي الفيدرالي الداعي إلى التريث حتى شهر سبتمبر لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، يتبعها خفض مماثل في ديسمبر، وهو السيناريو الذي تسعّره الأسواق حالياً.
أما في حال جاءت بيانات التضخم دون التوقعات، فقد تدفع الأسواق إلى ترجيح احتمالية بدء خفض أسعار الفائدة في شهر يوليو، خصوصاً في ظل تصريحات بعض أعضاء الفيدرالي الذين أعربوا عن استعدادهم لدعم خفض أسعار الفائدة في شهر يوليو في حال بقيت مستويات التضخم تحت السيطرة. إلا أن هذا السيناريو يبقى الأقل احتمالاً خصوصاً في ظل عودة الحرب التجارية إلى الواجهة وإرسال الرئيس ترمب رسائل بفرض رسوم جمركية على شركاء الولايات المتحدة التجاريين تتراوح بين 20% إلى 50%.
في 23 من يونيو الماضي، صحّحت أسعار الذهب اتجاهها الصاعد وبدأت تتداول بحركة أفقية من خلال تشكيلها لقمم أدنى مع قيعان أعلى. في الوقت الحالي، يتداول سعر الذهب ضمن المنطقة السعرية التي تقع بين 3357 مع 3127. وكانت الأسعار قد فشلت عدة مرات في الإغلاق فوق الحد الأعلى لهذه المنطقة وأي نجاح لسعر الذهب في الإغلاق اليومي فوق 3357 قد يشجع المزيد من المضاربين على الارتفاع للانضمام للسوق وقد يدفع سعر الذهب للتداول باتجاه 3500 دولار للأونصة. إلّا أنه في هذا السيناريو، يتوجب مراقبة مستوى المقاومة الذي يقع عند قمة 16 من شهر يونيو الماضي عند 3452 باهتمام.
يعتبر استمرار فشل الأسعار في الإغلاق اليومي فوق 3357 إشارة على عدم توفر الزخم الكافي لاستئناف الاتجاه الصاعد بما قد يدفع المزيد من المضاربين على تراجع الأسعار للانضمام للسوق ودفع الأسعار لتراجع باتجاه الحد الأدنى لمنطقة التداول السعري المذكورة أعلاه و الذي يقع عند 3127. في هذه الحالة، يتوجب مراقبة مستوى الدعم الذي يقع عند قاع 30 من شهر يونيو عند 3246.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS