عين على الأسواق
الثلاثاء، 27 يونيو 2024
مع ضعف النمو الاقتصادي وتحوّل البنوك المركزية إلى أسواق أقل تقييداً، قد تشهد الأسواق إقبالاً على الأصول الاستثمارية التي لا تُدرُ عائداً مثل الذهب بالتزامن مع مرحلة التحوّل في الاقتصاد الكلي. في هذا السياق، يصف محللو بنك أوف أمريكا المعدن الأصفر بأنه مخزن احتياطي للقيمة على المدى الطويل بالإضافة إلى كونه مصدراً للتحوّط ضد التضخم ووسيلة فعالة لتنويع المحفظة الاستثمارية، ويستند هذا الوصف المذهل للذهب إلى توقعات المحللين بدخول عامل تحفيزي آخر وتأثيره على المعادلة.
في هذا الصدد، أفاد المحللون بأن “مشتريات البنك المركزي المستمرة للمعدن الأصفر تلعب دوراً مهماً في خفض حصة الدولار في محافظ النقد الأجنبي وستشجع المزيد من البنوك المركزية لشراء المزيد من الذهب”.
ومع توقعات فريق المحللين بوصول المعدن النفيس إلى 3000 دولار خلال الـ 12 إلى 18 شهراً القادمة، ما الذي على المتداولين القيام به لتحقيق المزيد من المكاسب مع الاستمرار في إدارة المخاطر؟
وإذا كان يمكن الأخذ بسِجلات أداء الذهب السابقة واعتبارها مؤشراً يُعوّل عليه، يتعين على المتداولين حينها مراقبة المتوسط المتحرك للذهب لفترة 10 أشهر والذي شكّل مستوى دعم رئيسي خلال مرحلة الارتفاع من عام 2009 إلى 2011 والتي لم يختتم الذهب خلالها تعاملاته دون ذلك المستوى. وعلى نفس الغرار، حدثت حركة مماثلة خلال فترة الارتفاع 2019-2020، حيث تمت عمليات شراء عندما شهد السعر انخفاضاً في مارس 2020وأغلق الذهب تعاملاته فوق حاجز المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر.
تجدر الاشارة بأن المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر شكّل مستوى دعم خلال نوفمبر وديسمبر 2023 وفبراير 2024 أيضاً. لذلك، قد يكون لدى المضاربين على الشراء سبباً وجيهاً للتفاؤل عندما يتداول المعدن الأصفر فوق ذلك المستوى.
نلاحظ حالياً بأن الذهب يفوق المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر بشكل كبير، كما أن طفرات الزيادة الحادة التي حدثت خلال 2009-2011 و 2019-2020 تلتها فترات هدوء. وفي ضوء ما سبق، قد يحافظ الذهب على مستواه ويتداول ضمن نطاق ضيق لينتهي به الأمر وصولاً إلى مستوى متوسطه المتحرك لفترة 10 أشهر. إلّا أن ذلك قد يشكّل نقطة دخول جذّابة لأولئك الذين يتفقون مع التوقعات المتفائلة لبنك أوف أميركا. ويبقى السؤال: هل ستهُب الرياح في صالح الذهب ونشهد تألّقاً جديداً للمعدن الأصفر؟ أم ستحدث حركة تصحيح قبل استئناف الاتجاه الصاعد؟