معاينة الأسواق الأسبوعية
الجمعة، 17 نوفمبر 2023
رحبت الأسواق بتقارير مستويات التضخم لشهر أكتوبر في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا ومنطقة اليورو، والتي كشفت عن تراجع معدلات التضخم الرئيسية بسبب تراجع أسعار مواد الطاقة خلال الشهر الماضي، وأثّرت بشكل ملحوظ على مؤشر أسعار المنتجين. ومن جهة ثانية، بدأت آثار السياسة النقدية المتشددة تتضح أكثر من خلال تراجع النشاط الاقتصادي وخصوصاً في سوق العمل. وقد اختبرت مستويات التضخم البريطانية أدنى مستوياتها منذ عامين فعند 4.6% في حين صدرت بيانات التضخم الأمريكية بأقل من المتوقع عند 3.2%. لذلك باتت الأسواق على قناعة بأن البنوك المركزية المذكورة وصلت إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة ولا ترجح قيام هذه البنوك برفع أسعار الفائدة خلال العام الحالي.
في هذا الأسبوع ستراقب الأسواق البيانات الأولية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الرابع من العام الحالي والتي قد تكشف عن هبوط كبير في مستويات النمو المسجلة في الربع الثالث والتي كانت عند 4.9%. ويعود هذا الهبوط إلى تراجع الانفاق الاستهلاكي والذي كشفت عنه بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر أكتوبر والتي انكمشت بمقدار -0.1%. تجدر الإشارة إلى أن هذه المستويات مرحجة للمزيد من التراجع بسبب عودة التزامات دفع أقساط القروض الجامعية ونفاذ مدخرات بعض الأفراد بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الاقتراض بما قد يؤدي إلى عجز بعض الأفراد عن وفاء قروضهم.
ومع تراجع مستويات التضخم وبداية اقترابها من هدفها من جهة، وتدهور مستويات الانفاق الاستهلاكي التي ستؤثر على مستويات نمو الناتج المحلي الاجمالي، ترجح الأسواق اتجاه البنوك المركزية إلى البداية بتخفيض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني للعام 2024.