عين على الأسواق
الجمعة، 24 يناير 2025
بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد، بدأ القلق ينتشر بين المستثمرين بشأن التعريفات الجمركية المحتملة التي قد تفرضها الإدارة الأمريكية الجديدة. وفي حال استمرت كندا في مواجهة سياسات “أمريكا أولاً” وتأثيراتها، فقد يشهد الدولار الكندي تراجعاً مقابل الدولار الأمريكي للشهر الخامس على التوالي.
عندما تنحاز توقعات السوق لاتجاه واحد، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فرصة لتحرك معاكس. وإذا كان معظم المتداولين والمستثمرين يتوقعون ضعف الدولار الكندي، فهل سيؤدي ذلك إلى ارتفاع غير متوقع في قيمة الدولار الكندي خلال 2025 في حال تغيّر الظروف أو العوامل الاقتصادية؟
في 9 يناير، أشار ستيفان ماريون، كبير الاقتصاديين في البنك الوطني الكندي، إلى أن “العجز التجاري للولايات المتحدة مع كندا يرتبط بشكل رئيسي بقطاع الطاقة”، موضحاً أن كندا توفر للولايات المتحدة الطاقة بأسعار منخفضة، بينما تقوم الأخيرة بتكريرها وبيعها بأسعار أعلى لبقية العالم.
إضافة إلى ذلك، أشار دوغ بورتر، كبير الاقتصاديين في بنك مونتريال، إلى أن السبب الرئيسي لفائض التجارة الكندية هو تصدير النفط والغاز إلى الولايات المتحدة. وأكد أنه حتى إذا توازنت التجارة بين كندا والولايات المتحدة، فإن ذلك سيضيف فقط حوالي 10% إلى الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، مما يعني أن الفائض التجاري ليس كبيراً كما قد يبدو.
رغم أن الخوارزميات قد تشير إلى تراجع الدولار الكندي، إلّا أن العوامل الأساسية قد تكون أكثر إيجابية مما يتوقعه البعض.
عندما اقترب زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي من أعلى مستوياته في عامي 2016 و2020، لم يحقق المضاربون على شراء الدولار الأمريكي استفادة تذكر. بينما تُظهر الخطوط الأفقية البيضاء، التي تمثل مستويات المقاومة الشهرية والإغلاق الشهري، بأن الدولار الكندي قد شهد ارتفاعاً حاداً في آخر مرتين وصل فيهما إلى هذه المستويات، ما يشير إلى وجود مقاومة قوية واحتمال كبير بأن ينعكس الاتجاه.
وإذا تمكّن زوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي من تحقيق مكاسب لخمسة أشهر متتالية، سيكون ذلك حدثاً نادراً، حيث لم يحدث ذلك سوى ثلاث مرات منذ عام 2009، ما يعكس مدى تشاؤم الأسواق بشأن مستقبل الدولار الكندي.
ارتفع مؤشر القوة النسبية لزوج الدولار الأمريكي/الدولار الكندي على المدى اليومي والأسبوعي إلى ما فوق مستوى 70، فيما يقترب المؤشر الشهري من المستوى الحاسم. ويُظهر التحليل أن المقياس قد وصل إلى نقاط التشبع (القمة)، مما يشير إلى إمكانية حدوث تصحيح أو انعكاس في الأسعار. وبالتالي، تعكس البيانات حالة من الحماس المفرط في السوق، مما قد يؤدي إلى ارتفاع غير مستدام للأسعار.
كلما تم الإعلان عن تغييرات في التعريفات الجمركية، تزداد تقلبات السوق. مع كشف الرئيس ترامب عن مزيد من الأجندة الاقتصادية، قد تشهد الأسواق تقلبات حادة، مما يُعقّد الأمور على المستثمرين الذين يتداولون في الأجل القصير. ومع ذلك، إذا تم اتخاذ قرار بالانتظار والاستثمار على المدى الطويل، تشير السجلات التاريخية إلى أن هناك فرصة لانتعاش الدولار الكندي بعد فترة من التراجع.
مع ذلك، إذا كنت مستعداً للمخاطرة على المدى الطويل، فإن السجلات التاريخية توضح بأن الفترة الحالية قد تكون مناسبة لشراء الدولار الكندي.