القسم التعليمي
يشير تداول المؤشرات إلى شراء وبيع المنتجات المالية المرتبطة بالمؤشرات، في سوق مالية منظمة. والمؤشرات هي عبارة عن مقياس يتبع أداء الأسهم والأصول الأخرى، ويمكن تداولها بعدة طرق، إما مباشرة من خلال صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة أو صناديق المؤشرات السلبية، أو باستخدام المشتقات مثل عقود الفروقات. وتتداول صناديق الاستثمار في البورصات، ولكن طرق تداول المؤشرات الأخرى التي تتضمن مشتقات أو صناديق فهي غير متداولة في البورصة مثل صناديق الاستثمار المشتركة، مما يجعل منه سوقًا خارج البورصة (على الكاونتر).
المؤشر هو مقياس لأداء مجموعة من الأسهم. فتتكون مؤشرات الأسهم عادةً من عدد من الأسهم، مقيدة أحيانًا بمعايير الحجم، ومحدودة بإدراجها في البورصة أو مكان تداولها. على سبيل المثال، يقيس مؤشر فوتسي 100 أداء أكبر 100 شركة مدرجة في بورصة لندن من حيث القيمة السوقية، بينما يقيس مؤشر فوتسي سوق أبوظبي ADX Generalأداء جميع الأسهم المدرجة في أبو ظبي، بغض النظر عن الحجم.
المؤشرات هي مسؤولية شركات متخصصة تنشئ وتدير المؤشرات المختلفة. وغالبًا ما تكون مرتبطة ببورصة أو مؤسسة مالية أخرى مثل وكالة التصنيف الائتماني. وهذا هو الحال مع ستاندرد آند بورز، التي تدير مؤشر S&P500 لأكبر 500 شركة أمريكية. وتنشأ المؤشرات بواسطة هذه المؤسسات، وهم مسؤولون عن موازنتها وصيانتها، حيث يمكن أن تتسبب التغييرات في تكوين السوق وأداء الأسهم في دخول الشركات أو خروجها من المؤشرات بمرور الوقت.
تتبع مؤشرات الأسهم الأكثر شهرة أداء أكبر أسواق الأسهم العالمية. ثلاثة من أكثر المؤشرات متابعة على مستوى العالم هي المؤشرات الرئيسية في الولايات المتحدة: ناسداك 100، ستاندرد أند بورز 500، ومؤشر داو جونز الصناعي (DJIA).
قبل الاستفاضة في الحديث عن كيفية تداول هذه المؤشرات، يجب أولًا التعرّف على كيفية نشأتها. ما هو مؤشر داو جونز، على سبيل المثال، وكيف يعمل؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة.
تركز مؤشرات ناسداك 100 وستاندرد آند بورز 500 ومؤشر داو جونز الصناعي على أجزاء مختلفة من اقتصاد الولايات المتحدة، وبالتالي تتمتع كل منها بخصائص سعرية فريدة. خارج الولايات المتحدة، تشمل مؤشرات الأسهم العالمية الشهيرة مؤشر فوتسي 100 من المملكة المتحدة، ومؤشر كاك 40 من فرنسا، ومؤشر نيكاي 225من اليابان، ومؤشر هانغ سينغ من هونج كونج، حيث تتميز كل بورصة بمؤشر رئيسي يقدم نظرة عامة على أداء السوق.
سوق أبو ظبي للأوراق المالية في الإمارات واختصارًا تعرف بـ ADX. وقد أطلقت سوق أبو ظبي للأوراق المالية في عام 2000، ولديها عدد متزايد من الشركات المدرجة في الأسواق المحلية والإقليمية، ومؤشرها الرئيسي هو مؤشر FTSE ADX. وهو مثال لمؤشر “جميع الأسهم”، حيث يساهم كل سهم في تحركات أسعار المؤشر. يمكن لعملاء ADSS في الإمارات العربية المتحدة استخدام عقود الفروقات لتداول مجموعة من المؤشرات العالمية في البورصات الأمريكية والأوروبية والآسيوية الرائدة.
تداول المؤشرات يؤدي وظيفة مهمة في سوق الأسهم العالمية. يُقدر عدد الشركات المدرجة في البورصات حول العالم بنحو 48000 شركة. وتُعَد مجموعة بورصات اليابان، التي تدير بورصة طوكيو، أكبر بورصة منفردة حيث تضم أقل من 4000 شركة مدرجة. وتُعَد بورصة ناسداك ومجموعة TMX الكندية (التي تدير بورصة تورنتو) البورصتين العالميتين اللتين تضمان أكثر من 3000 شركة مدرجة، في حين أن معظم البورصات الأخرى أصغر حجمًا إلى حد كبير. وتنتشر سوق الأسهم العالمية عبر آلاف القوائم وعشرات البورصات، مع 60 بورصة مستقلة رئيسية حول العالم.
تمنح المؤشرات الوضوح للمتداولين، مما يسمح لهم بفهم المشهد المعقد لتداول الأسهم العالمية. بصرف النظر عن مؤشرات “جميع الأسهم”، تستخدم معظم المؤشرات مجموعة مركزة من الأسهم لإعادة إنشاء أداء السوق الإجمالي. وهذا أمر منطقي، لأن حجم التداول مركّز للغاية في عدد قليل من الشركات الكبرى، مع انخفاض السيولة والحجم في أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة لحد كبير.
لدى البورصات معايير إدراج مختلفة للأسهم – الحد الأدنى من المتطلبات لتداول الأسهم في البورصة – وليس من الغريب إزالة الأسهم الصغيرة أو المفتقدة للسيولة أو “شطبها” من بورصة رئيسية. وكل مؤشر لديه معاييره الخاصة أيضًا. على سبيل المثال، تشكل أكبر 100 شركة مدرجة في بورصة لندن مؤشر فوتسي 100. ومع تقلب سعر السهم والقيمة السوقية له، تتغير هذه القائمة، ويتم إعادة حساب المؤشرات بانتظام للتأكد من أن جميع الأسهم المكونة تلبي معايير الإدراج.
لا يمكنك شراء مؤشر أسهم بشكل مباشر، لأنه مقياس لأداء السعر وليس أصلًا ماليًا. بدلاً من ذلك، يشتري المتداولون والمستثمرون صناديق المؤشرات أو المشتقات بناءً على قيمة المؤشر. صناديق المؤشرات هي صناديق مشتركة تتبع مؤشر الأسهم، عادةً من خلال امتلاك نفس الأسهم بنفس النسبة مثل المؤشر الذي تتبعه وتباع وتشترى من المزود مثل صناديق الاستثمار المشتركة الأخرى، ويتم تسويتها خارج ساعات السوق. أما بالنسبة لصناديق الاستثمار المتداولة ETFs فهي تسمح أيضًا للمتداولين بالمشاركة في حركة سعر المؤشر، مع اختلاف أنها مدرجة مباشرة في البورصة، ويمكن شراؤها وبيعها خلال اليوم مثل الأسهم العادية. أخيرًا، يمكنك تداول المشتقات خارج البورصة بناءً على سعر المؤشر الأساسي. توفر ADSS لمتداولي عقود الفروقات مزايا تداول المؤشرات الرئيسية عبر عقود الفروقات للمضاربة في أسواق المؤشرات العالمية.
إن فهم ماهية المؤشرات وأنواع المؤشرات المتاحة وما تقيسه هي خطوتك الأولى في رحلة تداول المؤشرات. وهذا يسمح لك بتحديد المؤشرات التي ترغب في تداولها، والبدء في التحقق من الأداء السابق وحركة أسعار السوق المباشرة. ومع ذلك، قبل أن تتداول المؤشرات في الإمارات، قد تحتاج إلى بعض الأساسيات وهي:
تُستخدم إدارة المخاطر في تداول المؤشرات بنفس الطريقة التي تستخدم مع الأسواق الأخرى. ولكن نظرًا لأن صندوق المؤشرات يقيس سعر سلة من الأسهم، فإن متداولي المؤشرات يستفيدون بالفعل من مستوى التنويع. ومع ذلك، فإن الأسهم المختلفة التي تشكل سوق الأسهم المحلية أو المؤشر الرئيسي لبورصة ما ترتبط ببعضها ارتباطًا وثيقًا عادةً، وخاصة أثناء فترات الركود أو الذعر في السوق، فإنها تهبط معًا.
من الممكن حماية محفظتك من خلال التنويع ولكن بشكل دولي، فعلى سبيل المثال، يمكنك الاحتفاظ بالمؤشرات الآسيوية والأمريكية في نفس المحفظة كشكل من أشكال التنويع. في بعض الحالات، يمكن أن يحمي هذا من انهيار سوق الأسهم في إقليم معين. ومع ذلك، في أكبر عمليات الهبوط، تتحرك الأسواق الدولية غالبًا معًا، لذلك يحتاج متداولو المؤشرات إلى فهم أنه لا يمكنك تنويع محفظة المؤشرات بالكامل بمؤشرات الأسهم الأخرى. ولكن بدلاً من ذلك، يمكن أن يساعد إضافة أصول الملاذ الآمن مثل الذهب أو عملات الاحتياطي العالمي مثل الدولار الأمريكي.
يوفر تداول المؤشرات للمستثمرين وسيلة قوية للتعرض المتنوع لأسواق الأسهم العالمية. يمكنك الوصول إلى سوق المؤشرات هذا بطرق متعددة، سواء باستخدام أدوات مثل عقود الفروقات، صناديق الاستثمار المتداولة، أو صناديق الاستثمار المشتركة. فإذا كنت تتداول المؤشرات الرئيسية مثل ستاندارد أند بورز 500 وفوتسي، أو مؤشرات السوق الإقليمية مثل سوق أبو ظبي للأوراق المالية، يمكن للمتداولين المشاركة في تحركات السوق الواسعة دون شراء أسهم فردية. وعلى الرغم من أن تداول المؤشرات يوفر تنويعًا متكاملًا من خلال التعرض لأسهم شركات متعددة، إلا أنه يجب أن تتذكر أن الأسواق لا تزال قادرة على التحرك بشكل متماثل أثناء الأحداث العالمية. ولتنجح في تداول المؤشرات، يجب عليك أن تفهم التحليل الفني والأساسي بشكل شامل، فضلاً عن إتقانك استراتيجيات إدارة المخاطر. المؤشرات الرئيسية، مثل ستاندارد أند بورز 500 أو داكس 40، لكل منها خصائص ومنهجية ترجيح فريدة، لذلك من الضروري أن يفهم المتداولون السوق الذي اختاروه قبل المغامرة بأي أموال.
يستخدم تداول المؤشرات مشتقات مثل عقود الفروقات، بينما يتضمن الاستثمار في صناديق المؤشرات شراء صناديق الاستثمار المشتركة أو صناديق الاستثمار المتداولة والاحتفاظ بها. وفي حين يوفر كلاهما التعرض لمؤشرات السوق، فإن تداول المؤشرات من خلال عقود الفروقات يسمح بوضع المراكز باستخدام الرافعة المالية والقدرة على الربح من الأسواق الصاعدة والهابطة في أطر زمنية أقصر. وعلى النقيض من ذلك، فإن صناديق المؤشرات هي عادةً استثمارات طويلة الأجل تحتفظ مباشرة بالأسهم الأساسية وهي أكثر ملاءمة لاستراتيجيات الشراء والاحتفاظ.
تقيس مؤشرات الأسهم أداء السوق من خلال منهجيات مختلفة – بعضها مثل داو جونز يستخدم ترجيح الأسعار، بينما يستخدم البعض الآخر مثل فوتسي القيمة السوقية. وهي أساليب مختلفة قد تؤدي إلى تمثيل مختلف لأداء السوق، ومن المهم فهم كيفية حساب المؤشر الذي اخترته قبل التداول.
توفر المؤشرات الإقليمية مثل تلك الموجودة في سوق أبو ظبي للأوراق المالية (FTSE ADX) تعرضًا مركّزًا لأسواق جغرافية محددة. وغالبًا ما تشمل هذه المؤشرات شركات قد لا تكون متاحة في المؤشرات العالمية الرئيسية، مما يوفر للمستثمرين فرصًا مركّزة للمشاركة في النمو الاقتصادي الإقليمي.