القسم التعليمي
تتميز الرسوم البيانية بأهمية جوهرية حيث تُعد طريقة فعالة لالقاء نظرة ثاقبة على الأسواق بلمحةٍ واحدة. فهي أدوات لا غِنى عنها أثناء التداول عبر الإنترنت.
إن توافر مجموعة كبيرة من معلومات السوق للمتداولين لمعرفة تحركات السوق المستقبلية وفهمها وتحليلها وتوقعها يعد أمراً هاماً، إلا أن كل هذه المعلومات قد تصبح مُبهمة وغير واضحة. لذا تعدّ الرسوم البيانية طريقة سهلة لتمثيل هذه المعلومات ما يسهل فهم تحركات الأسعار السابقة واتجاهات الأسعار المستقبلية المحتملة. كما يمكن استخدام هذه الرسوم لجميع أنواع التداول عبر الإنترنت وكافة الأدوات بما في ذلك الأسهم والفوركس والسلع والخيارات وعقود الفروقات والعملات الرقمية.
يتم تطبيق البيانات التاريخية الخاصة بالأسعار وحجم التداول وتقلب الأسعار على الرسوم البيانية عبر أطر زمنية مختلفة، مثل إطار الدقيقة الواحدة أو الـ 5 دقائق أو الـ 15 دقيقة أو الـ 60 دقيقة أو اليوم الواحد أو الأسبوع الواحد، بغرض استنتاج إشارات معينة واتخاذ قرارات تداول مدروسة.
ابتكر عالم الاقتصاد السياسي الاسكتلندي ويليام بلايفير أول مخططات خطية ودائرية مجزأة وشريطية معروفة في نهاية القرن الثامن عشر. وتجدر الإشارة إلى أن الرسوم البيانية الخطية والشريطية لا تزال مستخدمة في التداول حتى الآن.
يتميز كل أصل من الأصول بسعر افتتاح وسعر إغلاق (السعر النهائي) لكل جلسة تداول. إضافة إلى ذلك، هناك أسعار مرتفعة ومنخفضة لكل جلسة. حيث يتم رسم نقاط السعر هذه على الرسوم البيانية وضمها بطرق مختلفة لعمل أنواع مختلفة من الرسوم. وهناك ثلاثة أنواع من الرسوم البيانية المستخدمة في التداول عبر الإنترنت.
تضم الرسوم الخطية فقط أسعار إغلاق أحد الأصول خلال إطار زمني محدد. ويُعتقد أن هذه الرسوم تمنع التشويش التي قد يُفسد البيانات وبالتالي التحليل. ويُلاحظ هنا أن الرسوم الخطية تتجاهل تمامًا المراكز المفتوحة أو الاتجاه الذي تحرّك فيه السعر قبل الوصول إلى نقطة الإغلاق.
أما فيما يخص مخطط التداول، فأي نوع من المعلومات غير المفيدة في رسم المخطط أو عملية استنباط الإشارات منه يُطلق عليها تشويش.
تساعد الرسوم الشريطية في تحديد النقاط المرتفعة والمنخفضة لسعر الأصل، جنبًا إلى جنب مع أسعار الافتتاح والإغلاق. حيث يساعد ذلك على إعطاء نظرة ثاقبة حول كيفية تحرك السعر للإطار الزمني المختار. وتعكس أسعار الإغلاق ما إذا كان للمشترين أو البائعين تأثيراً أكبر على الأصل في نهاية المدة المحددة.
يتم ربط أعلى وأدنى الأسعار بخط. ويتم تمييز سعر الافتتاح بشريط على اليسار بينما يُحدد سعر الإغلاق بشريط على الجانب الأيمن من الخط العمودي.
قام “هوما مونهيسا” تاجر الأرز الياباني باختراع طريقة لتسجيل حركة أسعار الأرز، والتي تُعرف اليوم باسم الشموع اليابانية. فقام باستخدام هذه الشموع للتنبؤ بأسعار الأرز المستقبلية وأصبح هذا النوع من الرسوم أكثر استخداماً في العقود الآجلة وحقق نجاحاً في القرن الثامن عشر في بورصة دوجيما للأرز في أوساكا، وهي أول بورصة للعقود الآجلة في العالم.
وبذلك تعد الشموع اليابانية حالياً هي الرسوم الأكثر استخداماً للتداول عبر الإنترنت عبر الأسواق المالية، بما في ذلك الأسهم والفوركس والسلع والعملات الرقمية والمزيد. حيث يتم إنشاء المؤشرات أو الإشارات الفنية من خلال دراسة الأنماط التي تصنعها الشموع اليابانية.
تمثل الشمعة فترة زمنية مع فتائلها العلوية والسفلية (أو الظلال) لتمثل السعر المرتفع والمنخفض للأصل. بينما يمثل جسم الشمعة نقطتي سعر الافتتاح والإغلاق.
تعني الشمعة الحمراء (سعر متجه إلى الهبوط) أن سعر الإغلاق انخفض عن سعر الافتتاح، بينما تعني الشمعة الخضراء (سعر متجه إلى الصعود) أن سعر الإغلاق أعلى من سعر الافتتاح.
يؤدي وضع شمعة واحدة تلو الأخرى على المخطط البياني إلى إنشاء أنماط. تساعد هذه الأنماط في تحديد اتجاه السعر أو ضغط الشراء أو البيع في السوق أو فترات الصعود أوالهبوط في الأسعار، وغيرها. وبناءً على ذلك، يمكن للمتداولين تحديد نقاط الدخول والخروج.
يسمى الخط الذي يشير إلى اتجاه حركة السعر خط الاتجاه. فهو مثل خط خارجي حول الشمعة للتعبير عن سلوك السوق خلال فترة زمنية معينة. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوط تساعد في تشكيل الأنماط وتشير أيضاً إلى مناطق المقاومة والدعم للسعر.
يمكن استخدام أنماط الشموع اليابانية لتحديد اتجاهات الهبوط والصعود، بالإضافة إلى استمرار الاتجاه. كما تُعرف بعض أنماط الرسوم الأكثر شيوعاً بأسماء مثل دوجي والمطرقة والرأس والكتفين ونجمة الصباح/ المساء والرجل المشنوق.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من أنماط الرسم البياني:
تشير الأنماط الانعكاسية إلى أن السوق سيغير اتجاهه. وهذا يعني أن السوق المتجهة إلى الهبوط تميل نحو الاتجاه الصعودي والعكس صحيح. وتعرف المؤشرات الستة الأكثر شيوعاً للانعكاس بأنها نموذج القمة/ القاع المزدوج ونموذج الرأس والكتفين ونموذج الرأس والكتفين المقلوب ونموذج الوتد الهابط/ الصاعد.
تشير أنماط الرسم البياني هذه إلى أنه من المرجح أن يستمر اتجاه السوق الحالي. تُعرف أيضاً باسم أنماط التوحيد، إلا أنها قد لا تتحرك في خط مستقيم. هذا ويمكنهم التحرك بشكل جانبي، ثم التصحيح ثم استعادة زخم الاتجاه. وتُعرف أكثر أنماط الاستمرارية شيوعاً بأنها نمط المستطيل والوتد والراية.
تشير هذه الأنماط إلى أن السعر يمكن أن يتحرك في أي اتجاه. لذلك، يستخدم المتداولون المتمرسون مؤشرات أخرى جنباً إلى جنب مع الأنماط الثنائية لتقييم نقاط الدخول والخروج المناسبة. هذا وتميل الرسوم الثنائية إلى تشكيل أنماط مثلثة الشكل مثل المثلثات الصاعدة والتنازلية والمتناظرة.
يعتمد التداول المدروس على فهم الإشارات وتوقع تحركات السوق المستقبلية. إلا أنه لا توجد إشارة سحرية واحدة ستعطي دائماً نتائج ناجحة. لذلك ينبغي اختيار المؤشرات بعناية بناءً على الأصل الذي يتم تداوله أو الإحساس بحركة أسعار السوق أو الأخبار المتداولة حول الأصل أو الاقتصاد. كما تساعد دراسات التحليل التاريخي ودراسات دقة المؤشرات المتداولين على تحديد المؤشرات الأكثر ملاءمة لنوع التجارة التي يرغبون في المشاركة فيها.
افتح حساب حقيقي مع ADSS واكتشف كافة الرسوم البيانية القوية وغيرها من أدوات التحليل الفني.