أسعار الذهب تواجه مستويات فنية حرِجة قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي

أسعار الذهب والتحليل الفني

• ما الذي قد يحدد دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود؟
• انخفاض في زخم الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب في أول جلسة تداول لهذا الأسبوع متأثرة بارتفاع أسعار الدولار التي استفادت من استقرار أداء الاقتصاد الأمريكي، والذي كانت آخر نتائجه هي ارتفاع مؤشر مديري المشتريات الصناعي إلى 49 وبقاء بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات أعلى مستويات 50. ولبيانات القطاع الصناعي أهميةً كبيرة كونها جاءت بأعلى من المتوقع واقتربت من الخروج من منطقة الانكماش (دون مستوى 50) بما يصب في مصلحة استمرار نمو الناتج المحلي الاجمالي الأمريكي تراجع احتمالات حدوث ركود اقتصادي أو على الأقل ازدياد احتمالات التخفيف من حدته ليكون ركوداً مؤقتاً وطفيفاً.

وبذلك تُعتبر السياسة النقدية التي سيتبعها الاحتياطي الفيدرالي من أهم العوامل التي ستحدد فيما إذا كان الاقتصاد الأمريكي سيدخل في حالة ركود وماهية حدته. ففي حال اختار الأعضاء تسريع الخطى للهبوط بمستويات التضخم إلى هدفها عند 2% فذلك يستتبع الاستمرار برفع أسعار الفائدة لما فوق 5.75% قبل نهاية العام الحالي، بما يعني ازدياد احتمالات حدوث الركود. أما في حال اختار الأعضاء التوقف عند رفع أسعار الفائدة لمستوى 5.5% أي رفعها 25 نقطة أساس في هذا الاجتماع والانتهاء من دورة رفع أسعار الفائدة فذلك يصب في خانة استقرار الاقتصاد الأمريكي على الأقل إلى حين اتخاذ الأعضاء قرار تخفيض أسعار الفائدة لإعادتها للمستويات الحيادية التي لا تؤدي إلى تحفيز الاقتصاد ولا إلى انكماشه.

وتشير التقديرات إلى قيام الاعضاء برفع أسعار الفائدة في اجتماع الشهر الحالي وإبقاء الباب مفتوحاً للمزيد من الرفع (وإن لم يكن في نيتهم رفعها) بسبب رغبتهم بإبقاء أسعار الدولار الأمريكي مرتفعة بما يساعد في السيطرة على التضخم.

أسعار الذهب – الرسم البياني اليومي

مصدر الرسم البياني: منصة ADSS

في 12 من شهر يوليو الحالي بدأت أسعار الذهب اتجاهاً صاعد حيث بدأت بتشكيل قمم وقمم أعلى مع قيعان وقيعان أعلى ووصل بها هذا الاتجاه لتسجّل أعلى مستوياتها منذ عدة أسابيع عند 1987 دولار للأونصة، ومن ثم بدأت بالتراجع مع قيام بعض المتداولين بعمليات جني الارباح.

في الوقت الحالي، تتداول الأسعار في منطقة التداول التي تقع بين 1949 – 1974 و قد تكون في طريقها لاختبار الحد الأدنى لهذه المنطقة. لذلك فإن إغلاق الأسعار اليومي دون الحد الأدنى للمنطقة المذكورة قد يدفعها للمزيد من الهبوط باتجاه 1916 مع مراعاة إمكانية الارتداد عند مستوى الدعم والذي يقع حالياً عند 1933.

من جهة أخرى، يعتبر إغلاق الأسعار اليومي فوق الحد الأعلى لمنطقة التداول إشارة على عودة المتداولين لتكثيف عمليات الشراء ودفع الأسعار باتجاه مستويات 2000 دولار للأونصة، مع مراعاة إمكانية الارتداد عند 1981.