هل أسعار الذهب توشك على أن تشهد تصحيحاً؟

لماذا ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية؟

إن الأمر لا يعود إلى التغييرات بأسعار الفائدة والدولار الأمريكي، بل أن هناك عوامل كثيرة كامنة تؤثر على أسعار الذهب. وبدءاً من التوترات الجيوسياسية إلى حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات، فإن الطلب على الملاذ الآمن يبقى راسخاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن قيام البنوك المركزية أيضاً بزيادة احتياطاتها من الذهب قد ساهم في تشكيل زخم مثالي لدفع أسعار المعدن الثمين صعوداً إلى مستويات قياسية.

حالة عدم يقين قصيرة الأجل

وعلى الرغم من أن التوقعات طويلة الأجل لا تزال مشرّقة، فإن المنظور قصير الأجل يدعو إلى الحذر. على سبيل المثال، مع وجود مستثمرين يحرصون على تتبع الأخبار وتوخيها، يمكن لتعليقات باول المتساهلة أن تزيد من الزخم الصعودي لوقت قصير.
تأكيداً لما سبق، يمكن مشاهدة الخطوط البيضاء الأفقية التي تشير إلى فعاليات جاكسون هول الثلاثة الأخيرة. وكما ترى، فقد شهدنا تراجعات قصيرة الأجل بعد الفعاليات التي انعقدت خلال 2021 و2022 و2023 مباشرة.
وفي حين قد يكون الأمر مختلفاً هذه المرة، إلّا أن المتداولين غالباً ما يعتَدّون بالنتائج السابقة في تحديد قراراتهم.

إلى أي مدى يمكن أن ينخفض الذهب؟

قد يؤدي التصحيح المنطقي إلى عودة سعر الذهب إلى متوسطه المتحرك لفترة خمسة أسابيع (الخط الأزرق). وكان المعدن الأصفر قد ارتفع وتجاوز ذلك المستوى، لكن مثل هذا الأمر لا يستغرق عادةً وقتاً طويلاً لمعاودة التقاء المستويين. وفي حال حدوث تصحيح أكبر، فإن المتوسط المتحرك لفترة20 أسبوعاً (الخط ألأصفر) سيشكّل مستوى دعم راسخ طويل الأجل ليسجّل الذهب أدنى مستوياته كما حدث في فبراير وأغسطس 2024 .

استراتيجية التداول

بغية المحافظة على صفقات الاستثمار وإدارة المخاطر، فإن وضع أمر وقف الخسارة عند مستوى يقل قليلاً عن المتوسط المتحرك لفترة 5 أسابيع قد يحدّ من الاتجاه الهبوطي ويضمن عدم تفويت الفرصة للاستفادة من الاتجاه الصعودي في نفس الوقت مستقبلاً. بالنسبة للمتداولين المجازفين، قد تكون صفقات البيع خياراً ملائماً بعد صدور خطاب باول.