القسم التعليمي
تكشف تقلبات السوق عن فرص تجارية جذابة، إلا أن المتداولين يتعيّن عليهم تحويط مراكزهم لإدارة المخاطر. ونقدم لك فيما يلي أفضل أساليب التحوط
بدأ عام 2023 مع قيام مجلس الفيدرالي الأمريكي بالتخفيف من سياسته النقدية التقييدية، واشتداد الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتخفيف الفيود المفروضة بسبب فيروس كوفيد-19 في الصين. وكان لهذه التطورات الكلية تأثيراً قوياً على الأسواق المالية العالمية، حيث أدت إلى إحداث مزيدٍ من التقلبات عبر فئات الأصول. ونظراً لأن الأحداث والبيانات الاقتصادية لها القدرة على هز الأسواق، فقد اكتسى التحوط مزيد من الأهمية كوسيلة لحماية محفظتك، مع الاستفادة في نفس الوقت من تقلبات السوق.
قد تكون شديد الدقة في التحليل الفني، وتمكنت من مواءمة استراتيجية التداول الخاصة بك مع مستوى تقبلك للمخاطر، وربما كنت أيضاً شديد الانضباط عند وضع أوامر وقف الخسارة مع كل مركز تفتحه، ومع ذلك، تميل تقلبات السوق المرتفعة إلى إطلاق إشارات خاطئة. فالتحوط هو الخطوة التالية في استراتيجية إدارة المخاطر الخاصة بك؛ لأنه يتضمن اتخاذ موقف مدروس بعناية بعد مراقبة سلوك السوق. فهو وسيلة تساعدك على التخفيف من الخسارة المحتملة لمركز آخر موجود، وتمنح المتداولين راحة البال. فالعقلانية هي أحد الأصول القيمة أثناء هيمنة الظروف الصعبة على السوق. كما يستخدم المتداولون التحوط لتنويع المحفظة شديدة التركيز أو عالية المخاطر، وكذلك لتجنب الآثار الضريبية التي قد تنشأ عند إغلاق المركز.
تشتري شركات الطيران الوقود باستخدام العقود الآجلة لمنع حدوث تأثيرات على ميزانيتها من جرّاء التغيرات في أسعار النفط. وهذا بالتالي يُقلّل من تعرّض ميزانيتها للتقلبات في سوق الطاقة.
تتمثل الخطوة الأولى لاختيار الأداة في فهم احتياجات محفظتك، ووضع استراتيجية التحوط وفقاً لذلك. وفيما يلي بعض استراتيجيات التحوط الشائعة.
تستمد هذه الأدوات قيمتها من الأصل الأساسي. إذ يتم تداولها في أغلب الأحيان باستخدام الرافعة المالية لتضخيم المكاسب المحتملة، على الرغم من أن هذا يزيد أيضاً من الخسائر المحتملة في حالة تحرك السوق ضدك.
تُعد عقود الفروقات واحدة من أكثر أدوات التحوط شيوعاً، فهي لا تتضمن تاريخ إغلاق محدد مسبقاً، إلا إذا كانت عقود الفروقات على العقود الآجلة. ويمكن للمتداولين المضاربة في أي اتجاه، سواء في الأسواق الصاعدة أو الهابطة. أضف إلى هذا أن تعرضها للمخاطر مقتصر على مدى الحركة السعرية، أو الفرق بين سعر التسوية في وقت فتح المركز وإغلاقه، وليس السعر الفعلي للأصل الأساسي.
وثمة استراتيجية شائعة تتمثل في فتح مركز أكبر في الاتجاه الذي تتوقع أن يتحرك نحوه السوق، ومركز آخر أصغر في الاتجاه المعاكس. وهذا يضمن التحكم في خسائرك في حالة تحرك السوق ضد توقعاتك. ويمكنك أيضاً فتح مراكز عقود الفروقات لتحويط محفظتك الاستثمارية، وذلك عن طريق بيع الأصول التي تمتلكها على المكشوف. وأما إذا كنت تخطط لتداول عقود الفروقات، فمن الضروري أن تتذكر أنه إذا كنت ترغب في تداول أسهم الشركة، على سبيل المثال، فلن تحظى بنفس الحقوق التي يحظى بها المساهم، نظراً لأنك لا تملك فعلياً الأصل الأساسي. وإذا كان التداول بالرافعة المالية لا يخلو من مخاطر محتملة، إلا أنه يأتي أيضاً بأرباح محتملة؛ إذ يمكن أن يؤدي التداول بالهامش إلى تضخيم الأرباح، ولكن أيضاً الخسائر. فأدوات إدارة المخاطر ضرورية لجميع المتداولين.
تعتبر العقود الآجلة اتفاقيات موحدة لبيع الأصول وشراؤها في تاريخ محدد مسبقاً بسعر متفق عليه، علماً أن الأصل الأساسي قد يكون عملة، أو سلعة، أو سهم.
عقود الخيارات:
تشبه العقود الآجلة ولكنها تسمح لك بتحديد ما إذا كنت تريد المضي قدماً في التداول. ومع عقود الخيارات لديك خيار هو ترك العقد ينقضي ببساطة، وذلك في حالة تحرّك السوق ضدك. وعلى الرغم من أنه يمكن تقليل الخسائر باستخدام عقود الخيارات، إلا أن المكاسب عادة ما تكون أقل، لأن هذا النوع من العقود يسمح للمتداولين بمراقبة الأسواق قبل اتخاذ القرار النهائي.
في هذه الاستراتيجية، يمكنك فتح مراكز في أداتين مختلفتين للتداول ذواتا ارتباط منخفض أو غير مرتبطتين. فعلى سبيل المثال، أظهرت السلع ارتباطاً منخفضاً بالدولار الأمريكي.
وثمة استراتيجية شائعة أخرى تتمثل في تحديد أصل مبالغ في تقييمه، وآخر مُقيّم بأقل من قيمته الحقيقية. ويمكنك شراء الأصول المُقيّمة بأقل من قيمتها، وبيع الأصل المبالغ في تقييمه. وتكمن فكرة الاستراتيجية في أن الأسواق تميل إلى تصحيح نفسها بمرور الوقت.
يكون أداء بعض الأدوات جيد إذا كان مستوى تقبل المخاطر لدى المستثمر منخفض. وهذه الأدوات هي:
الذهب:
: يعتبر المعدن الأصفر وسيلة تحوط ضد انخفاضات قيمة العملات، والأسواق الهابطة، والتقلبات الهبوطية المتسارعة. فقد حافظ الذهب تاريخياً على اتجاه تصاعدي، ولهذا السبب يحول العديد من المستثمرين أموالهم إلى هذا المعدن النفيس خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب ويعزز من سعره، في حين أن فئات الأصول الأخرى قد تنخفض.
غالباً ما يُشكّل المعدن الأصفر مان نسبته 5-10٪ من محفظة المتداول المُحنّك.
العملات المستقرة:
يعتبر الدولار الأمريكي واليورو والفرنك السويسري عملات قوية لن تفقد قيمتها فجأة. وخلال فترات عدم اليقين، يمكن للمستثمرين تصفية جزء من محفظتهم وتحويلها إلى نقد. إذ يميل المستثمرون إلى اختيار الدولار الأمريكي واليورو لأن العملات الثانوية الصغيرة والتي لا يتم تداولها إلا نادراً تكون ذات أداء سيء خلال الأوقات الصعبة التي يشهدها السوق. ويمكنك أن تضع في اعتبارك استخدام الدولار الأمريكي واليورو للتحوط ضد تقلبات السوق بشكل عام.
تُعد هذه الاستراتيجية من أكثر الاستراتيجيات استخداماً بين مستثمري الأسهم. لنفترض أنك ستشتري أحد الأصول وأن سعره ينخفض، فيما تستمر في فتح مراكز صغيرة في هذا الأصل أثناء انخفاض سعره. وبهذه الطريقة، يمكنك شراء الأصل بأسعار أفضل بكثير. وعندما يُصحّح السعر، فإنك تستمر في إغلاق التداولات الرابحة.
باستطاعتك تنويع محفظتك بشكل أكبر عن طريق إضافة المزيد من الأصول لتقليل المخاطر. حيث تتيح لك الأدوات مثل المؤشرات وصناديق المؤشرات المتداولة تحقيق قدر أكبر من التنويع بأموال أقل. إذ تحتوي هذه الأدوات على مجموعة من الأصول التي تسهم في التخفيف من حدة مخاطر تقلبات السوق.
اكتسبت العملات الرقمية شعبية كوسيلة للتحوط ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية المرتبطة بفئات الأصول التقليدية. والسبب في هذا أن العملات الرقمية لا تعتمد على اقتصاد واحد ولا ترتبط بأي بلد. ويمكن أن يضيف تداول العملات الرقمية بعداً آخر إلى محفظتك التقليدية.
تحتاج استراتيجية التحوط الخاصة بك إلى التركيز على الحد من مخاطر الخسائر، ويجب ألا تكون مجرد تهدف إلى الربح وتركز عليه. ضع في اعتبارك ما يلي عند التحوط:
افتح حساب حقيقي معADSS واستكشف مجموعة متنوعة من الأدوات لتحويط محفظتك الاستثمارية أو التجارية.