عين على الأسواق
الخميس، 12يونيو 2025
تراجعت شهية المخاطرة في الأسواق ومعها أسعار مؤشرات الأسهم الأمريكية وسعر الدولار الأمريكي بعد إعلان الرئيس ترمب عن نيته توجيه رسائل لبعض شركاء الولايات المتحدة التجاريين خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين، يحدد فيها من طرف واحد الرسوم الجمركية قبل نهاية مهلة 90 يوم التي تم بموجبها تعليق الرسوم الجمركية لإعطاء المجال للتفاوض والتوصل لاتفاق تجاري. ويعتبر هذا التطور إشارة إلى إمكانية نهاية المفاوضات دون التوصل لاتفاق تجاري بما يثير المخاوف من عودة التصعيد في الحرب التجارية التي هدأت، علماً أن المهلة المذكورة تنتهي بتاريخ 9 من يوليو القادم. كما أشار ترامب إلى أنه لا يستبعد إمكانية تمديد المهلة عند انتهائها، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري مع بعض الدول المعنية.
الجدير بالذكر أن إدارة ترمب تفاوض حالياً كل من الهند واليابان وكوريا الجنوبية والصين والاتحاد الأوروبي، وأشار وزير التجارة الأمريكي إلى إمكانية البدء بتطبيق الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه مع المملكة المتحدة والاقتراب للتوصل لاتفاقات تجارية مع بعض الدول المذكورة أعلاه. في حين أبدى عن عدم رضاه إزاء المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي والتي لا تسير بالشكل المطلوب من وجهة نظره، حيث ألمح إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يتفاوض “بحسن نية”.
من جهة الاتحاد الأوروبي، فقد عبّر بعض المسؤولين عن عدم وضوح ما تريده إدارة ترمب من المفاوضات، حيث اقترح الاتحاد الأوروبي إزالة جميع الرسوم الجمركية على العديد من المنتجات من جانب الطرفين، إلّا أن إدارة ترمب انتقدت بعض الضرائب المفروضة على المنتجات والتي لا علاقة لها بالرسوم الجمركية (كالضريبة على القيمة المضافة) بالإضافة إلى الرقابة التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على شركات التكنولوجيا الأمريكية.
أشارت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، خلال المؤتمر الصحفي الأخير الذي عُقد الأسبوع الماضي، إلى أن العملة الموحدة في وضع مستقر حالياً مع مستوى سعر الفائدة الجديد البالغ 2%، وذلك عقب خفض بمقدار 25 نقطة أساس خلال الاجتماع الأخير. وقد رأى المستثمرون في هذه التصريحات إشارة إلى احتمال توقف البنك المركزي الأوروبي عن خفض أسعار الفائدة، وربما حتى اقتراب نهاية سلسلة التخفيضات التي انطلقت منتصف العام الماضي.
إلّا أنه يُرجّح أن يكون الأمر بمثابة توقف وليس نهاية لتخفيضات أسعار الفائدة وخصوصاً بعد تصريحات رئيس الاقتصاديين في المركزي الأوروبي بأن تخفيض أسعار الفائدة سيساعد في دفع أسعار الفائدة نحو هدفها المحدد عند 2%. كما أن مصير المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مازال غامضاً وأية رسوم جمركية متبادلة بين الطرفين في حال عدم التوصل لاتفاق ستؤثر على مستويات النمو الأوروبية و قد تدفع المركزي الأوروبي للعودة لتخفيض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد.
سجلّ اليورو اليوم أعلى مستوياته منذ عدة سنوات ودخل لمنطقة التداول السعري التي تقع بين 1.1510 مع 1.1715، حيث يعتبر اختراق السعر لمستوى المقاومة الذي يقع عند 1.1664 إشارة إلى إمكانية استمرار ارتفاع الزوج باتجاه الحد الأعلى لهذه المنطقة. ويشير الإغلاق اليومي فوق الحد الأعلى لمنطقة التداول المذكورة إلى قوة زخم الاتجاه الصاعد وإمكانية استمرار الارتفاع نحو عتبة 1.2000، إلاّ أنه في هذه الحالة يتوجب مراعاة إمكانية الارتداد عند مستوى المقاومة الذي يقع عند 1.1838.
إذا أغلق السعر دون مستوى 1.1510، فقد يشير ذلك إلى خروج بعض المتداولين الذين راهنوا على ارتفاع الأسعار، مما يضعف زخم الاتجاه الصاعد. هذا السيناريو قد يتيح فرصة للمتداولين الذين يراهنون على انخفاض الأسعار لأخذ زمام المبادرة لبداية حركة تصحيح للاتجاه الصاعد باتجاه مستوى 1.1176. في مثل هذه الحالة، يتوجب مراعاة إمكانية حدوث ارتداد عند مستوى الدعم الذي يقع مع المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS