عين على الأسواق
الأربعاء، 18 يونيو 2025
سجّلت بيانات مؤشر أسعار المستهلك البريطاني على أساس سنوي تراجعاً من 3.5 % في أبريل إلى 3.4% في مايو في حين تراجعت مستويات التضخم الأساسي على أساس سنوي من 3.8% في أبريل إلى 3.5 % في مايو، و من أهم الأمور التي تتابعها الأسواق ولجنة السياسة النقدية في بنك انكلترا هو مؤشر أسعار المستهلك لقطاع الخدمات والذي جاء عند 4.7% (أدنى من المتوقع عند 4.8%).
وعلى الرغم من التراجع الطفيف في مستويات التضخم البريطانية سيبقى التركيز حالياً على التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط والتي تدفع حالياً أسعار مواد الطاقة للارتفاع والتي من دون شك قد تشكّل عقبة في طريق تخفيض أسعار الفائدة البريطانية من قبل بنك انكلترا كونها تؤدي لارتفاع مستويات التضخم.
بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي: تشير التوقعات إلى اتجاه لجنة السوق المفتوحة اليوم لتثبيت سعر الفائدة الحالي عند 4.50%، غير أن تركيز المستثمرين سيكون على توقعات الاحتياطي الفيدرالي التي ستصدر اليوم بالنسبة لمستويات النمو والتضخم والبطالة إلى جانب خارطة نقاط التصويت والتي ستُظهر آراء أعضاء اللجنة بالنسبة لاتجاه أسعار الفائدة خلال العام الحالي والعام المقبل، و أي اختلاف بين توقعات الأسواق (تحفيضين خلال العام الحالي) مع توقعات الأعضاء التي ستصدر في خارطة نقاط التصويت قد ينعكس سلباً أو إيجاباً على أسعار الدولار الأمريكي بحسب الحالة.
كما سيستمع المستثمرون للمؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي والذي قد يتحدث عن التوترات الجيوسياسية الحالية وعن مدى تأثيرها على أسعار النفط ومستويات التضخم وعلى أسعار الفائدة الأمريكية. كما قد يتحدث السيد باول عن ضرروة الانتظار لما بعد نهاية مهلة التفاوض المحددة في شهر يوليو المقبل وتقييم آثار الرسوم الجمركية المحتملة على أداء الاقتصاد الأمريكي ومن ثم اتخاذ الاجراء المناسب. ولذلك من المرجح أن يلمّح رئيس الفيدرالي حول إمكانية الاستمرار في تثبيت أسعار الفائدة الحالية على الأقل لغاية شهر سبتمبر.
بالنسبة لبنك انكلترا: من المرجح أن يُبقي أعضاء لجنة السياسة النقدية على سعر الفائدة الحالي عند 4.25% ويؤيد ذلك مستويات التضخم الحالية البعيدة عن هدفها 2% على الرغم من تراجع أداء سوق العمل البريطاني وارتفاع مستويات البطالة لأعلى مستوياتها منذ ما يقارب 4 سنوات وتراجع نمو الأجور لأدنى مستوياته منذ عدة أشهر.
ومن أهم الأمور التي تشكّل مصدراً للقلق لأعضاء اللجنة في بنك انكلترا في الوقت الحالي هي إمكانية عودة مستويات التضخم الرئيسية للارتفاع مع ارتفاع أسعار مواد الطاقة بسبب التوترات الحالية إلى جانب مستويات التضخم لقطاع الخدمات والتي على الرغم من تسجيلها تراجعاً ملحوظاً من 5.4% في أبريل إلى 4.7% في مايو، إلّا أنها تبقى مرتفعة ولا تسمح بالتفكير حالياً بتخفيض أسعار الفائدة، وبما أن أحاديث أعضاء لجنة السياسة النقدية كانت تذكر بأن تخفيض أسعار الفائدة سيكون تدريجياً وبشكل حذر، لذا فإن أي تغيّر في هذه الأسعار قد لا يتم قبل اجتماع شهر أغسطس، بشرط وجود الظرف المناسب كتراجع مستويات التضخم بشكل يسمح بهذا التخفيض.
في 13 يونيو، سجّل زوج الاسترليني/الدولار أعلى مستوياته منذ عدة سنوات متجاوزاً حاجز 1.3600 ومن ثم تراجع سعر الزوج بسبب عمليات جني الأرباح. وفي الوقت الحالي، قد يكون السعر في طريقه لاختبار الحد الأدنى لمنطقة التداول التي تقع بين 1.3607 – 1.3382. ويشير الانحراف السلبي بين السعر الذي يشكّل قمة وقمة أعلى مع مؤشر القوة النسبية الذي يشكّل قمة وقمة أدنى إلى إمكانية انعكاس الاتجاه الصاعد للأسعار. ولذلك يعتبر الإغلاق اليومي أدنى 1.3382 إِشارة إلى إمكانية بداية حركة لتصحيح الاتجاه نحو 1.3047. في هذه الحالة يتوجب مراقبة مستوى الدعم الي يقع عند 1.3137 باهتمام شديد.
في حال الإغلاق اليومي فوق مستوى 1.3607 فيمكن اعتبار ذلك إشارة على قوة زخم الاتجاه الصاعد بما يفتح الباب أمام إمكانية استمرار ارتفاع سعر الزوج باتجاه 1.3885. على الرغم من ذلك، يتوجب الأخذ بالاعتبار في هذا السيناريو إمكانية الارتداد عند مستوى المقاومة الذي يقع عند 1.3792.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS