عين على الأسواق
الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024
سجّلت البيتكوين صعوداً قوياً في الأسابيع الأخيرة، حيث أسهم فوز دونالد ترامب في رفع التوقعات بشأن هذه العملة الرقمية، ما دفع بالمتداولين إلى تعديل تسعيرتها للأربع سنوات القادمة. وعلى الرغم من أن الدولار الأمريكي يحقق حالياً مكاسب ملحوظة، فإن هذه المكاسب كانت على حساب الذهب.
لكن مع استمرار المعدن الأصفر في اتجاهه الصعودي هذا العام، فهل يُغري انخفاض أسعاره المستثمرين بالشراء.
عند تقييم مستقبل سعر الذهب، هناك عاملان رئيسيان يجب أن يضعهما المستثمرون في اعتبارهم: الدولار الأمريكي و أسعار الفائدة الحقيقية. عندما يرتفع الدولار، يصبح شراء الذهب أكثر تكلفة للمستثمرين الأجانب، مما يقلل من جاذبية المعدن الأصفر. كما أن ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية يجعل عوائد السندات تتجاوز معدل التضخم المتوقع، مما يضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة وأنه لا يدُر عائداً ثابتاً.
في الأسابيع الأخيرة، شهد الذهب تراجعات حادة، وذلك بسبب الارتفاع الكبير في الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما أعطى زخماً أكبر للعملات الأخرى. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً: هل يمكن اعتبار هذا التراجع مجرد “عثرة” مؤقتة في طريق الذهب؟
في تقرير صدر عن جي بي مورغان في 14 نوفمبر، أشار الاستراتيجيون بأن البيانات الحالية تتناقض مع تلك التي شهدتها الأسواق في عام 2016 عندما فاز ترامب بالرئاسة لأول مرة. في ذلك الوقت، كانت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب والعقود الآجلة تشهد تدفقات ضخمة بسبب تفضيل المستثمرين للأسواق الأخرى. أمّا الآن، فهناك تدفقاً إيجابياً نحو الذهب، ما يشير إلى اتجاه صعودي متزايد للأسعار.
كما أن التوقعات بشأن ارتفاع التضخم، إلى جانب المخاطر الجيوسياسية المتزايدة وشراء البنوك المركزية للذهب، تُعد من المحفّزات التي قد تدعم زيادة الطلب على الذهب كملاذٍ آمن.
عند النظر إلى الرسم البياني الشهري وتحليل مستويات فيبوناتشي، نلاحظ وجود مستوى دعم طويل الأجل بالقرب من 2400 دولار، وهو يقع عند المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر (الخط الأصفر)، مما قد يقدم دعماً قوياً للذهب في حال استمر التصحيح.
من المحتمل أن يكون المتوسط المتحرك لفترة 5 أشهر (الخط الأزرق) قد أصبح نقطة دعم قوية للذهب خلال الفترة الأخيرة. على الرغم من أن الذهب قد انخفض عدة مرات تحت هذا المتوسط في أواخر عام 2023، إلا أنه تمكّن دائماً من إنهاء تعاملات الشهر فوق هذا المستوى. بالنظر إلى الوضع الحالي، إذا استمر المتوسط المتحرك لفترة 5 أشهر في إظهار قوة، فقد يُنهي الذهب تعاملات نوفمبر فوق هذا المستوى الرئيسي، مما قد يعزز التفاؤل بشأن استمرارية الاتجاه الصعودي.
الخلاصة
في النهاية، إذا توقفت عوائد سندات الخزانة الأمريكية و ارتفاع الدولار الأمريكي أو بدأت في التراجع، فإن الذهب قد يعود بقوة إلى الاتجاه الصعودي، مما يجعل الوقت الحالي مناسباً للمستثمرين الذين يبحثون عن الفرص في المعدن الأصفر.