عين على الأسواق
الثلاثاء، 18 مارس 2025
تترقب الأسواق في هذا الاسبوع اجتماع الاحتياطي الفيدرالي والذي سيصدر عنه قرار الفائدة والذي من المرجح أن يتم تثبيتها عند 4.5% دون تغيير. كما سيصدر عن المركزي الأمريكي توقعات مستويات النمو والتضخم والبطالة الأمريكية على المدى القصير والأطول، بالإضافة إلى خارطة نقاط التصويت والتي تظهر اتجاه أسعار الفائدة وعدد التخفيضات أو الرفع المتوقع لأسعار الفائدة بحسب رأي أعضاء لجنة السوق المفتوحة خلال العام الحالي والعامين القادمين.
كما سيستمع المتداولون للمؤتمر الصحفي لرئيس الاحتياطي الفيدرالي السيد جيروم باول والذي سيتحدث فيه عن رأي الاحتياطي الفيدرالي في الأداء الحالي للاقصاد الأمريكي وعن التزام الأعضاء بتحقيق مهامهم وهي الحفاظ على استقرار الأسعار بالإبقاء على مستويات التضخم الأمريكية على مقربة من هدفها المحدد عند 2% والتعهد بالإبقاء على مستويات البطالة في حدودها الدنيا، و تقديم المزيد من الوضوح عن السياسة النقدية خلال الفترة القادمة والتي تستهدف تحقيق هذه المهام.
أشار السيد جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الأخير في شهر يناير الماضي بأنه ليس على عجلة من أمره في تخفيض أسعار الفائدة في ضوء بيانات التضخم وسوق العمل الأمريكي في ذلك الوقت. وعزز هذا التوجه التوقعات بقيام إدارة ترمب بمحاربة الهجرة غير الشرعية وتمرير قانون في الكونغرس لتخفيض الضرائب بما يؤدي لارتفاع مستويات التضخم ولا يترك مجالاً كبيراً للاحتياطي الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة. وبذلك تكون تراجعت التوقعات بوجود أي تغيير لسياسة الاحتياطي الفيدرالي النقدية خلال الربع الأول من العام الحالي.
إلّا أن سياسة الرئيس ترمب في فرض الرسوم الجمركية وتسريح العاملين في القطاع العام مع إنهاء عقود العديد من العاملين في القطاع الخاص الذين يعملون في القطاع الحكومي، ستؤثر بشكل ملحوظ على مستويات نمو الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما ظهر أثره واضحاً على شهية المخاطرة في الأسواق مؤخراً ودفع أسعار الأسهم للتراجع بشكل ملحوظ. وعلى الرغم من أن أعضاء الاحتياطي الفيدرالي لا يستهدفون سوق الأسهم، إلّا أنهم لا يملكون تجاهل هذا الانخفاض، مما قد يزيد الضغوط عليهم باسئناف سلسلة تخفيض أسعار الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي ابتداءً من نهاية النصف الأول للعام الحالي وخلال النصف الثاني.
تجدر الإشارة إلى أن أسواق الأسهم بالإضافة لأسعار الدولار كانت قد خسرت جميع المكاسب التي حققتها بعد وصول الرئيس ترمب للرئاسة الأمريكية. في حين أن أسعار الذهب من جهة ثانية سجّلت مؤخراً أعلى مستوياتها على الإطلاق وكسرت للمرة الأولى في تاريخها حاجز 3000 دولار للأونصة.
استمرت أسعار الذهب بتسجيل أعلى مستوياتها اليوم بعد تجاوزها مستويات 3000 دولار للأونصة حيث تختبر الأسعار في الوقت الحالي خط الاتجاه الصاعد الناشئ من قاع 6 من شهر يناير الماضي ويعتبر كسرها لهذا الخط إشارة على إمكانية استمرار ارتفاعها واتجاهها نحو الحد الأعلى لمنطقة التداول الحالية التي تقع بين 3000- 3100. كما أن استمرار تداول الأسعار فوق حاجز 3000 دولار يعد إشارة ثانية على إمكانية ارتفاع الأسعار باتجاه الحد الأعلى لمنطقة التداول المذكورة.
من جهة ثانية، يعتبر فشل الأسعار في كسر خط الاتجاه الصاعد المذكور وإغلاقها اليومي تحت الحد الأدنى لمنطقة التداول المذكورة أعلاه عند 3000 إشارة على خروج بعض المضاربين على الشراء وتراجع قوة الاتجاه الصاعد ومعها إمكانية تراجع الأسعار وتداولها باتجاه 2900. كما أن هبوط مؤشر القوة النسبية لما دون مستوى 70 يشير إلى بداية فقدان زخم الاتجاه الصاعد وبالتالي إمكانية تراجع الأسعار.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS