عين على الأسواق
22 أبريل 2025
يعتبر تأثر شهية المخاطرة لدى الأسواق من أهم العوامل التي دفعت المشترين لملاذ الذهب الآمن. حيث توقع المستثمرون بأن تكشف بيانات الربع الثاني للعام الحالي (والتي ستصدر خلال الربع الثالث) حدوث انكماش في أداء الاقتصاد الأمريكي ، وتراجع واضح في مستويات النمو الأمريكية خلال الربع الرابع من العام الحالي إلى 1.4% مقارنة بمستويات 3% خلال الربع الرابع للعام الماضي.
كما تثور بعض المخاوف من محاولة الرئيس ترمب التأثير على استقلالية قرار الاحتياطي الفيدرالي فيما يتعلق برسم السياسة النقدية للبلاد من خلال ضغطه على رئيس الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض أسعار الفائدة ، والذي ألمح إلى إمكانية تسريحه من عمله. إلا أن الأسواق لا تأخذ هذا الأمر بجدية كبيرة، على الأقل إلى حين وجود تغير ملموس في القوانين الأمريكية التي تكفل استمرار رئيس الاحتياطي الفيدرالي لنهاية فترة ولايته، وبأن تغيره قبل ذلك يجب أن يكون بناء على مبرر شرعي، و ليس فقط على اختلاف في وجهات النظر، و لذلك يرجح عدم تأثير هذه الضغوط واستمرار رئيس المركزي الأمريكي في عمله لنهاية فترة ولايته المحددة في شهر مايو من العام المقبل.
ارتفعت أسعار الذهب بما يقارب 15% منذ 9 من شهر أبريل الحالي في مقابل هبوط أسعار الدولار الأمريكي بنسبة 4.5% خلال نفس الفترة بما يثير السؤال حول مدى قوة العلاقة العكسية التي تربط الذهب بالدولار الأمريكي .
وقد تكون الإجابة حول ارتفاع أسعار الذهب بمجموعة أسباب أهمها تكثيف البنوك المركزية منذ بداية العام الماضي لعمليات شراء الذهب للتخفيف من احتياطاتها بالدولار الأمريكي بهدف تنويع احتياطاتها ، والبحث عن بديل لنظام الدفع العالمي بالدولار الأمريكي ، و خصوصاً بسبب تصرفات الإدارات الأمريكية المتعاقبة كإدارة بايدن التي أخرجت روسيا من نظام الدفع المصرفي العالمي (السويفت)، و إدارة ترمب التي فرضت رسوم جمركية شاملة لأغلب دول العالم بما خلق اضطراب في التجارة العالمية و سلاسل التوريد بين الدول.
ويمكن القول بأن العلاقة العكسية مازالت موجودة بين الدولار و الذهب طالما يتم تسعير الذهب بالدولار الأمريكي، إلا أن قوة أسعار الدولار أو ضعفها قد تكون من ضمن العوامل وليست العامل الوحيد الذي يحدد سعر الذهب .
سجلت أسعار الذهب في جلسة اليوم أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 3499$ للأونصة قبل أن تتراجع على خلفية عمليات جني الأرباح. و قي الوقت الحالي تتداول أسعار المعدن الأصفر في منطقة التداول بين 3357- 3500 و يعتبر إغلاق الأسعار اليومي فوق الحد الأعلى للمنطقة المذكورة إشارة على قوة زخم الاتجاه الصاعد بما قد يدفع الأسعار إلى مستوى 3600 دولار للأونصة.
يعتبر تراجع أسعار لذهب و فشلها في الإغلاق فوق مستوى 3500 بالإضافة إلى هبوط مؤشر اقوة النسبية و بوطه لما دون مستوى 70 حيث تدل هذه الإشارات على وضعف في زخم الاتجاه الصاعد وتردد المتداولين في الاستمرار بدفع الأسعار باتجاه الأعلى ، بما يفتح الباب أمام المتداولين على هبوط سعر الذهب لتكثيف عمليات البيع وإمكانية تراجع الأسعار الحد الأدنى لمنطقة التداول المكذورة أعلاه . وإغلاق الأسعار أدنى 3357 يفتح الباب أمام إمكانية حدوث المزيد من التراجع في سعر الذهب باتجاه 3130. هذا السيناريو، يتوجب الأخذ بالاعتبار إمكانية الارتداد عند مستوى الدعم الذي يقع عند 3245.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS