عين على الأسواق
الثلاثاء، 14 يناير 2025
بينما كانت بيانات الاقتصاد الكلي هي المحرك الرئيسي لتقلبات سوق الأسهم في عام 2025، من المتوقع أن تكون المؤشرات المالية الصعودية هي التي ستجذب انتباه الأسواق في الأيام المقبلة. مع بدء موسم الأرباح في 15 يناير، بدأ كبار اللاعبين في وول ستريت مثل JPMorgan و Goldman Sachs و Citigroup في الاستفادة من هذا الاتجاه وتحقيق الأرباح.
بناءً على ذلك، يمكن أن تساهم النتائج المالية القوية في استعادة زخم مؤشري ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100.
العوامل الاقتصادية المتعددة التي تؤثر على الأسواق هي ما يثير قلق المستثمرين في الوقت الراهن. فعلى سبيل المثال، دفع تقرير الوظائف غير الزراعية القوي في 10 يناير عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 30 عاماً إلى تجاوز 5٪، مما أدى إلى تعديل التسعير بشكل صعودي في سوق السندات، وهو ما أثّر سلباً على الأسهم، وبشكل خاص على مؤشر ناسداك 100 الذي تأثر بشكل كبير.
كما تستمر أسعار الفائدة المرتفعة في جعل الأسهم أقل جاذبية، حيث تؤدي العوائد المرتفعة على الأصول الخالية من المخاطر مثل سندات الخزانة إلى التأثير سلباً على الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم. ومع ذلك، إذا انخفضت أسعار الفائدة وحققت الشركات نتائج أرباح قوية، فقد يساهم ذلك في استعادة الثقة في السوق، مما يفتح الباب لانتعاش قوي في تداول الأسهم.
على الرغم من أن التراجع الأخير قد أثر على حماسة السوق، إلا أن مستويات الدعم الطويلة الأجل (التي تظهر على المخطط البياني الأسبوعي) قد تشير إلى اقتراب السوق من القاع.
على سبيل المثال، يظهر الخط الأبيض الأفقي دعماً ناشئاً عند أعلى مستوياته في يوليو 2024 بالقرب من 20,700. وفي الواقع، كان أدنى مستوى وصل إليه مؤشر ناسداك 100 في 10 يناير أقل من 30 نقطة فقط عن هذا المستوى الرئيسي، مما يدل على أن المؤشر قد وجد دعماً قوياً عند هذا المستوى.
إضافة إلى دعمها للسعر، تعتبر المتوسطات المتحركة لمدة 20 و 30 أسبوعاً من الأدوات القوية في التحليل الفني لتحديد مستويات الدعم والمقاومة. عند تحليل هذه المتوسطات خلال حركة السوق الصاعدة في 2020/2021، نجد أنها كانت تمثل دعماً قوياً ساعد في استدامة الاتجاه الصاعد. ولكن خلال السوق الهابطة في عام 2022، تحولت هذه المتوسطات إلى مستويات مقاومة، مما عرقل استمرار الارتفاع.
ومع استمرار دعم المتوسطات المتحركة لمدة 20 و 30 أسبوعاً ووضعهما بالقرب من الخط الأبيض الأفقي على الجانب الأيمن من الرسم البياني، فإن هذه المستويات تشكل دعماً قوياً للسوق. ولتجاوز هذه المستويات الثلاثة، قد يتطلب الأمر حدوث أمر جوهري أو تغيير كبير في الظروف الاقتصادية أو في الأسواق المالية.
مع انخفاض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 6٪ تقريباً من أعلى مستوى له على الإطلاق، فإن التصحيحات التي تصل إلى 10٪ أو أكثر – وهي شائعة في الأسواق الصاعدة – قد توفر فرصة للمستثمرين لإعادة تقييم مراكزهم.
بناءً على ذلك، قد يجد المتداولون الميّالون للمخاطرة في هذه المستويات فرصة لبناء مراكزهم مستفيدين من الدعم القوي عند منطقة 20,700. بينما قد يُفضّل المتداولون الحذرون الانتظار حتى يتأكدوا من أن المؤشر قد حافظ على هذا الدعم وواصل الارتفاع قبل اتخاذ قراراتهم.