عين على الأسواق
الأربعاء، 22 يناير 2025
مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لبدء ولاية ثانية، يواجه الاقتصاد الأمريكي تحديات جديدة رغم قوته الحالية. من بين هذه التحديات، يبرز ارتفاع عوائد الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، مما يؤدي إلى تشديد الظروف المالية وانخفاض الطلب على الذهب، وبالتالي انخفاض أسعاره.
لذا سيظل السؤال مطروحاً، هل نتوقع أداءً متقلباً للمعدن الأصفر المصنف كملاذ آمن خلال فترة ولاية ترامب الثانية؟
1. أسعار الفائدة المرتفعة: تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى جعل الذهب أقل جاذبية للمستثمرين لأنه لا يدر عوائد مثل السندات. مع ارتفاع العوائد على السندات، خاصة المعدلة بناءً على التضخم، يُفضّل المستثمرون السندات على الذهب، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الذهب وبالتالي انخفاض أسعاره.
2. زخم الدولار الأمريكي القوي: يجعل الدولار القوي شراء الذهب أمراً أكثر تكلفةً بالنسبة للمشترين الأجانب، لأن العقود الآجلة يتم تسعيرها بالدولار الأمريكي. وهذا يزيد من تكلفة الذهب على المستوى الدولي ويقلل الطلب عليه.
على الرغم من أن أسعار الفائدة المرتفعة وقوة الدولار الأمريكي قد تبدو مشكلات قائمة، إلّا أن هناك جانباً إيجابياً لهذه العوامل. إذا حدث تصحيح في هذه العوامل، فإن ذلك قد يعزز الزخم الصعودي للذهب. ومن الجدير بالذكر أن الذهب شهد ارتفاعاً بنسبة 64٪ خلال فترة ولاية ترامب الأولى، مما يعني أنه ليس هناك دليل قاطع على أن سياساته أثرت سلباً على الذهب على المدى الطويل.
من جهة أخرى، إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي تبني سياسات نقدية أكثر تيسيراً (مثل خفض أسعار الفائدة)، أو إذا تراجع حماس ترامب إزاء الدولار الأمريكي، فإن ذلك قد يؤدي إلى تراجع الدولار، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين كملاذ آمن، وبالتالي رفع أسعاره.
يمكن استخدام المتوسطات المتحركة لـ 5 و 10 أشهر أشهر كأدوات تحليل هامة لتحديد اتجاهات السوق. في فترة الصعود خلال 2019 و 2020، كانت هذه المتوسطات بمثابة دعم فني، مما ساعد في تحديد نقاط الدخول والخروج المثلى.
عند تحليل الرسم البياني، نلاحظ أن الذهب أغلق في الأشهر الـ 15 الأخيرة فوق المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر مما يشير إلى قوة الاتجاه الصعودي واستمراريته. كما سجّل المتوسط المتحرك لفترة 5 أشهر أداءً قوياً أيضاً، حيث استمر لمدة 14 شهراً خلال نفس الفترة.
بناءً على التحليل الفني، يشير الاتجاه العام إلى أن أسعار الذهب قد تستمر في الارتفاع. لذا، فإن إبقاء مركز شراء الذهب قائمة طالما بقي السعر فوق المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر يعتبر استراتيجية ناجحة. حالياً، يقع المتوسط المتحرك لفترة 10 أشهر عند حوالي 2,525 دولار. ما لم يحدث انخفاض كبير في السعر وهبوطه دون هذا المتوسط المتحرك، فإن التوقعات تشير إلى استمرار الاتجاه الصعودي.
تعد استراتيجية وضع أمر وقف الخسارة أقل قليلاً من المتوسط المتحرك لمدة 10 أشهر فكرة حكيمة لإدارة المخاطر، حيث يساعد ذلك على حماية رأس المال في حال حدوث تقلبات غير متوقعة أو إذا لم تثمر الصفقة عن النتائج المتوقعة.