عين على الأسواق
الخميس، 1 ديسمبر 2022
في الوقت الذي أدت فيه الاحتجاجات في الصين إلى زيادة مخاوف المستثمرين من احتمال انخفاض الطلب على النفط من التنين الصيني، تعرّض النفط الخام لصفعة هبوطية منذ بداية نوفمبر. لكن وعلى الرغم من هيمنة المخاوف من الركود الاقتصادي، يبدو التحليل الأساسي للسلعة النفطية أكثر إشراقاً مما توحي به حركة السعر.
بدايةً تعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم، وفي هذا السياق يتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للولايات المتحدة إلى 4.3٪ في الربع الرابع. لذا ومع استعداد الاقتصاد الأمريكي القوي لزيادة استهلاك النفط، قد لا تعكس عمليات البيع المكثفة الأخيرة للنفط ديناميكيات العرض/الطلب التي قد تواجه السوق في الأشهر المقبلة.
ثانياً كرر بنك جولدمان ساك في 29 نوفمبر توقعاته بأن يصل سعر خام برنت في عام 2023 إلى مستوى 110 دولار، حيث أشار رئيس السلع العالمي جيف كوري إلى أنه بينما قد يتراجع الطلب عل النفط في الصين نظراً للأحداث الأخيرة، يخطط البنك الاحتياطي الفيدرالي بالتمسك بأسلحتنا لأنهم يعتقدون أن هناك احتمال كبير بأن تقوم أوبك بتخفيض الإنتاج قريباً.
نتيجة لذلك، وفي ظل المعنويات التي أدت إلى الانخفاض الأخير، قد يرسل الدعم من أوبك+ سعر النفط الخام في الاتجاه المعاكس.
وبالمثل، تتكيف المؤشرات الفنية بهذا الاتجاه أيضاً حيث سجل النفط الخام نمط المطرقة في 28 نوفمبر مما يعني أن السعر انخفض بشكل حاد خلال اليوم ثم أغلق بالقرب من أعلى مستوياته. علاوة على ذلك، نتج عن سبعة من الشموع التسعة الأخيرة ارتفاعات قصيرة إلى متوسطة المدى، في حين أن حالتين كانتا إشارات خاطئة وبلغت ذروتها مع مزيد من الضعف.
بناء على ما سبق، هل سيفوز المضاربون على الارتفاع في هذه المعركة، أم أننا سنشهد مستويات متدنية جديدة في الأفق؟