عين على الأسواق
الثلاثاء، 6 أغسطس 2024
شهدت أسواق الأسهم العالمية أمس الإثنين أسوأ يوم لها منذ سنوات حيث هوى مؤشر ناسداك إلى أدنى مستوى له في عدة أشهر عند 17241 قبل أن ينتعش جرّاء عمليات جني الأرباح، إلّا أنه أغلق في المنطقة الحمراء بخسائر بلغت 6٪. في غضون ذلك، سارع المستثمرون إلى السندات الأمريكية كملاذ آمن مما دفع عوائد سندات الخزانة لاختبار أدنى مستوياتها منذ منتصف عام 2023.
تجدر الاشارة إلى أن حالة من القلق والخوف سادت الأسواق بعد صدور تقرير الوظائف الأمريكي للقطاع غير الزراعي الذي جاء بأرقام أقل من المتوقّع عند 114 ألف وظيفة مقابل توقعات عند 175 ألف وظيفة مع ارتفاع معدلات البطالة بنسبة 4.3٪ مقابل التوقعات بنسبة 4.1٪. وقد انخفض العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.66٪ عقب صدور تقرير الوظائف، بينما انخفض العائد لأجل عامين إلى 3.65٪ مُنهياً بذلك انعكاس منحنى العائد بشكل مؤقت، الأمر الذي يشير غالباً إلى ركود اقتصادي وشيك. وفي ضوء ما سبق، ارتفع “مقياس توقعات التقّلب” إلى أعلى مستوياته منذ جائحة كورونا، ثم اتجه هبوطاً بعد ذلك.
من الواضح أن المستثمرين يراقبون حالياً استجابة الاحتياطي الفيدرالي للأحداث الأخيرة. وفي هذا السياق، لمّح الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه الأخير إلى بدء دورة خفض سعر الفائدة في سبتمبر بمقدار 25 نقطة أساس، مشيراً إلى انخفاض معدلات التضخم التي تقترب من هدفها البالغ 2%. في حين جاءت بيانات مؤشر مديري المشتريات الخدمي ISM لشهر يوليو أفضل من المتوقّع يوم أمس، مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي بعض المجال لانتظار مزيد من البيانات قبل اتخاذ أي خطوة قد تقلل من مخاوف المستثمرين عن طريق خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بدلاً من 25، على الرغم من أن هذا الاحتمال لا يزال منخفضاً.
في الأسبوع المقبل، ستتجه الأنظار نحو تقرير مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر يوليو. وفي حال كانت البيانات الصادرة أعلى من المتوقع فإنها ستؤدي إلى مزيد من العزوف عن المخاطرة، مما يلغي فكرة خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. على العكس من ذلك، قد تؤثر البيانات الأقل من المتوقع سلباً على الدولار الأمريكي لأنها ستتيح للاحتياطي الفيدرالي بدء دورة خفض سعر الفائدة وتسريعها.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS
هذا الأسبوع، افتتح مؤشر USNDX التداول بفجوة هبوطية واخترق ما دون مستوى الدعم عند أدنى مستوى له في 31 مايو (عند 18185)، متراجعاً بذلك إلى أدنى مستوى له منذ بداية شهر مايو قبل أن يرتد صعوداً.
يشير الإغلاق اليومي دون مستوى 17780 إلى معنويات هبوطية قوية، مما يتيح المجال لنزول السعر نحو مستوى 17000. على العكس من ذلك، يشير الإغلاق اليومي فوق مستوى 18382 إلى ضعف الزخم الهبوطي، مما قد يدفع السعر مجدداً باتجاه مستوى 19000. ومن الجدير بالذكر أن مؤشر القوة النسبية (RSI) قد انخفض إلى ما دون مستوى 30، ما يشير إلى بلوغ المؤشر ذروة عمليات البيع. وفي حال ارتفع مؤشر القوة النسبية وتجاوز مستوى 30، فإن ذلك قد يشير إلى احتمال ارتفاع سعر المؤشر.