عين على الأسواق
الأربعاء، 28 مايو 2025
خفّض الاحتياطي النيوزلندي في اجتماعه اليوم أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس (بأغلبية الأعضاء وليس بإجماعهم)، ليتراجع سعر الفائدة من 3.50% إلى 3.25% بما ينسجم مع توقعات الأسواق. كما خفّض المركزي النيوزلندي من توقعاته بشأن أسعار الفائدة في المستقبل القريب حيث أشار إلى أنه من المرجح أن يوجد المزيد من التخفيضات بعد اجتماع شهر مايو الحالي. ولذلك بدأت الأسواق بتسعير إمكانية هبوط سعر الفائدة النيوزلندية لما دون عتبة 3.00% ولكن ليس بشكل سريع، حيث رجّحت تثبيت سعر الفائدة في اجتماع شهر يوليو وإمكانية العودة للتخفيض في اجتماع سبتمبر، وحسم إمكانية الهبوط أدنى مستوى 3.00% في الاجتماعات التي ستأتي خلال الرابع من العام الحالي.
ومن أهم الأسباب التي دفعت المركزي النيوزلندي للاتجاه نحو المزيد من تيسير السايسة النقدية هو حالة الغموض بالنسبة لآفاق نمو الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى مستويات التضخم الحالية واقترابها النسبي من هدفها المحدد عند 2% وهو ما يساعد في الاستمرار في تخفيض أسعار الفائدة. وذكر البنك المركزي بأن الاقتصاد النيوزلندي يتعافى من حالة الركود التقني التي مر بها خلال العام الماضي (بتحقيقه مستويات نمو سلبية خلال الربعين الثاني و الثالث).
ارتدت بيانات مؤشر ثقة المستهلك الأمريكي من أدنى مستوياتها منذ خمسة أعوام حيث سجلت ارتفاعاً من 85.7 في أبريل إلى 98.0 في مايو ومن أهم العوامل التي ساهمت في ذلك هو تخفيف إدارة ترمب من حدة موقفها بخصوص فرض الرسوم الجمركية و دخولها في مفاوضات مع عدة دول كان أبرزها الصين، وتخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة بين الطرفين.
كما تحسنت ثقة المستهلك الأمريكي من استمرار المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والتي كانت قد وصلت إلى مرحلة هدد فيها الرئيس ترمب برقع الرسوم الجمركية إلى 50% و تطبيقها في بداية شهر يونيو، إلا أنه ما لبث أن تراجع عند هذا القرار بعد مكالمة هاتفية مع رئيسة المفوضية الأوروبية والاتفاق على استمرار المفاوضات إلى 9 من شهر يوليو القادم والعمل من جانب الطرفين على التوصل لاتفاق تجاري بنهاية المهلة المذكورة.
ومن أهم آثار تحسن ثقة المستهلك هو توقف تراجع أسعار مؤشرات الأسهم، وزيادة الطلب على السندات الحكومية بما دفع العائد على سندات 30 عام للتراجع لما دون 5%. كما توقف تراجع أسعار الدولار الأمريكي حيث ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.6% البارحة.
بتاريخ 7 مايو، صحّح زوج الدولار النيولندي مقابل الأمريكي مساره الصاعد وشكّل قمة أدنى عند 0.6021. وتلى ذلك حركة أفقية للزوج وصلت بالسعر لأعلى مستوياته منذ عدة أشهر ليتراجع بعدها بسبب عمليات جني الأرباح. في الوقت الحالي، يتداول الزوج ضمن المنطقة السعرية التي تقع بين 0.6039 مع 0.5874 وقد يكون في طريقه لاختبار الحد الأدنى للمنطقة المذكورة. ويعتبر الإغلاق اليومي أدنى 0.5874 إِشارة على نهاية الحركة الأفقية الحالية وبداية اتجاه هابط قد يدفع السعر للتداول نحو 0.5724. وعلى الرغم من ذلك يتوجب الأخذ بالاعتبار إمكانية الارتداد عند مستويات الدعم التي تقع عند المتوسط المتحرك لمدة 50 يوم بالإضافة إلى مستوى 0.5776.
يعتبر إغلاق الأسعار أعلى 0.6039 إشارة على نهاية الحركة الأفقية الحالية بما قد يشجع المتداولين على ارتفاع الأسعار لبداية اتجاه صاعد، ودفع السعر للتداول باتجاه 0.6217. ومع ذلك يتوجب مراقبة مستويات المقاومة التي تقع عند 0.6084 و 0.6156 بانتباه.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS