عين على الأسواق
الثلاثاء، 17 يونيو 2025
تُعد الأحداث الجيوسياسية من أبرز العوامل التي تؤثر على الأسواق المالية، خصوصاً عندما تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي. وتشكّل الحرب الروسية-الأوكرانية والتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط مثالين واضحين على مدى تأثر الأسواق بسرعة بهذه التطورات، حيث تُعيد توجيه دفة المستثمرين بين الإقبال على المخاطرة وتجنبها.
يشير مفهوما “الإقبال على المخاطرة” و”العزوف عن المخاطرة” إلى مدى استعداد المستثمرين لتحمل المخاطر في قراراتهم الاستثمارية.
تُعد المواجهات المباشرة بين الدول (مثل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط) من أبرز المحركات التي تدفع المستثمرين إلى العزوف عن المخاطرة. ومن أبرز ردود الفعل المحتملة في هذا الوضع:
مع ظهور بوادر التهدئة أو إشارات على جهود وساطة فعالة من قوى كبرى مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، تبدأ الأسواق في استعادة شهيتها للمخاطرة تدريجياً، وإن بحذر. ومع تراجع التهديدات المباشرة، يعاود المستثمرون تركيزهم على العوامل الاقتصادية الأساسية مثل بيانات التضخم وقرارات البنوك المركزية. وغالباً ما يترافق ذلك مع تعافي الأسهم وانخفاض مؤشرات التقلب مثل مؤشر VIX.
تُشكّل ديناميكية الإقبال على المخاطرة وتجنبها إطاراً تحليلياً مهماً لفهم سلوك الأسواق، خصوصاً في فترات التوترات العالمية. وقد أظهرت المواجهة الأخيرة بين إسرائيل وإيران كيف يمكن للمخاطر الجيوسياسية أن تُحدث تغييرات حادة وسريعة في معنويات المستثمرين. ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط ومناطق أخرى، ستبقى الأسواق متيقظة لأي تطورات قد تفضي إلى التصعيد أو التهدئة.