عين على الأسواق
08 أبريل 2025
ارتفعت أسعار الأسهم الأمريكية بعد انتصار مرشح الحزب الجمهوري ترمب الذي مهد لعودته للبيت الأبيض، بسبب تفاؤل المستثمرين بخططه لتخفيض الضرائب وتخفيف القيود على الأعمال. وفي وقت استبعدت الأسواق أن يعني ترمب ما يقوله بشأن فرض رسوم جمركية شاملة معتبرة أن تهديداته يرجح أن تكون مناورة للحصول على مكاسب تفاوضية، فقد فاجأ الرئيس الأمريكي الأسواق وبدأ ولايته بفرض رسوم جمركية كان آخرها الرسوم الجمركية الشاملة في 2 من شهر أبريل الحالي.
بنتيجة هذه الرسوم الجمركية هبطت أسعار مؤشر SP500 بشكل حاد بواقع 13% تقريباً منذ بداية شهر أبريل، بسبب الغموض من الأثر المحتمل لهذه الرسوم على سلاسل التوريد العالمية وعلى علاقات الولايات المتحدة التجارية مع بقية الدول بما قد يؤثر سلباً على مستويات النمو للاقتصاد الأمريكي.
فرض الرئيس ترمب رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الأجنبية القادمة من الفولاذ و الألمنيوم ، كما فرض رسوماً جمركية شاملة على جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين تقريباً .
ردت الصين في السادس من شهر أبريل برسوم انتقامية بمقدار 34% على الواردات الأمريكية كرد على الرسوم الجمركية الأخيرة التي فرضها الرئيس ترمب في الثاني من أبريل.
بالمقابل، هدد الرئيس ترمب برسوم جمركية جديدة بمقدار 50% قد يفرضها على الصين ومنحها لغاية الثامن من هذا الشهر كمهلة لكي تسحب الرسوم الجمركية التي فرضتها. إلاأن الصين ردت بتصعيد مماثل حيث هددت بإمكانية فرض رسوم جديدة بمقدار 104% إن نفذ ترمب تهديده .
و لا يقتصر الأمر على الصين حيث تدرس بعض الأطراف مثل الاتحاد الأوربي فرض رسوم انتقامية على الولايات المتحدة، في حين أن أطراف أخرى كالمملكة المتحدة سعت للتهدئة من خلال عدم فرض أي رسوم حالياً على البضائع الأمريكية والعمل على تجنب الرسوم الحالية من خلال التوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.
عززت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس ترمب مؤخراً على شركاء أمريكا التجاريين من مخاوف المستثمرين بتراجع أداء الاقتصاد الأمريكي بل ومن إمكانية دخوله في حالة ركود، الأمر الذي كبد الأسواق الأمريكية أكبر الخسائر منذ انتشار فيروس كورونا في عام 2020 ، على خلفية ازدياد احتمالات حدوث انكماش اقتصادي خلال الربع الرابع من العام الحالي والذي قد يليه حالة ركود، والذي إن حدث فقد يكون ركود تضخمي بسبب إمكانية ارتفاع مستويات التضخم الأمريكي بسبب اضراب سلاسل التوريد .
و تزداد المخاوف أيضاً من أن وجود العقبات التجارية بالإضافة إلى حالة الغموض التي تتسبب بها الرسوم الجمركية قد تدفع أصحاب الأعمال إلى تخفيض عمليات التوظيف أو إلى تسريح بعض العاملين في بعض القطاعات كقطاع النقل والتصنيع الذي يعاني أصلاً من تراجع في نسب التوظيف.