معاينة الأسواق الأسبوعية
الجمعة، 12 يناير 2024
كان تركيز الأسواق في الأسبوع الماضي على بيانات التضخم الأميريكية لشهر ديسمبر والتي كشفت عن بيانات أعلى من المتوقع عند 3.4% مقابل 3.2% متوقعة وجاءت أيضاً بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأساسي (من دون مواد الطاقة والغذاء) على أساس سنوي عند 3.9% مقابل المتوقع عند 3.8%. وقد رسخت هذه البيانات الاعتقاد في الأسواق بأن عمل الاحتياطي الفيدرالي لم ينته بالنسبة لكبح جماح التضخم. وبالتالي من المرجح بأن يُبقي المركزي الأمريكي على أسعار الفائدة دون تغيير حتى اجتماع شهر مايو المقبل.
في الأسبوع الحالي، ينتظر المستثمرون صدور المزيد من بيانات التضخم لاقتصادات كبرى كالمملكة المتحدة ومنطقة اليورو وكندا. وقد تراجعت مستويات التضخم البريطانية بشكل ملحوظ لعدة أسباب أهمها انخفاض أسعار مواد الطاقة وتراجع سرعة قطاع الخدمات. وعلى الرغم من هبوط مستويات التضخم لما دون عتبة 4% في شهر نوفمبر الماضي، فهي مازالت تعتبر مرتفعة جداً. لذا من غير المرجح أن يقوم بنك انكلترا بتخفيض أسعار الفائدة خلال النصف الأول من العام الحالي على خلاف نظيريه الأمريكي والأوروبي.
كما تتجه الأنظار إلى مستويات التضخم الأوروبية لشهر ديسمبر، والتي يتحدد بناءً عليها سياسة السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي. وتشير التوقعات بحسب وكالة بلومبرغ إلى إمكانية ارتفاع مستويات التضخم على أساس سنوي من 2.4% في شهر نوفمبر إلى 2.9% في شهر ديسمبر، وبالمقابل إلى تراجع مؤشر التضخم الأساسي (من دون مواد الطاقة و الغذاء) على أساس سنوي من 3.6% في نوفمبر إلى 3.4% في ديسمبر. تجدر الإشارة إلى أن صدور بيانات أعلى من المتوقع قد يدفع المركزي الأوروبي إلى تأخير بدء تخفيض أسعار الفائدة بما يصب في مصلحة ارتفاع أسعار اليورو مقابل بقية العملات الرئيسية.
ومن أهم البيانات المنتظرة في هذا الأسبوع هي مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر ديسمبر. وتشير التوقعات بحسب وكالة بلومبرغ إلى استقرار البيانات على أساس شهري عند 0.3%. وأية بيانات أدنى من المتوقع سنتعكس سلباً على مستويات التضخم الأمريكية، وقد تعزز التوقعات باتجاه الاحتياطي الفيدرالي لتخفيض أسعار الفائدة ودفعها للمستويات الحيادية بشكل أسرع من المتوقع مما قد يؤثر سلباً على أسعار الدولار الأمريكي إيجاباً على أسعار المعادن.