عين على الأسواق
الخميس، 13 مارس 2025
دخلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب على صادرات الألمنيوم والفولاذ حيز التنفيذ اليوم. وتباينت الردود على هذه الرسوم فبعض الأطراف كالاتحاد الأوروبي و كندا فرضت رسوماً جمركية انتقامية على الصادرات الأمريكية. في حين فضّلت بعض الدول كبريطانيا التفاوض على اتفاق تجاري وتمهلت دول أخرى في الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية كاليابان وأستراليا و كوريا الجنوبية. ففي كندا، تم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات الأمريكية مستهدفة منتجات الفولاذ والألمنيوم الأمريكية بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر وغيرها من البضائع. من جهته، فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية مماثلة على المعادن وبعض السلع الأمريكية.
من ناحية الشركات، فقد تأثرت أعمالها من هذه الرسوم كعملاق صناعة الطائرات الأمريكية شركة بونيغ بسبب تأثر سلاسل التوريد الخاصة بها، حيث ازدادت كلفة تصنيع الطائرات الخاصة بها وأسعار قطع الغيار لديها والتي سيكون من الصعب بل قد لا يكون خيار تمرير زيادة تكاليف الانتاج لزبائنها أمراً ممكناً. وتراهن إدارة ترامب على أن تُحدث هذه الرسوم نقلة نوعية بالنسبة للاقتصاد الأمريكي من خلال إجبار الشركات على نقل بعض خطوط انتاجها لداخل الولايات المتحدة لتجنب هذه الرسوم عند بيعها لبضائعها في السوق الأمريكية. وقد استجابت بعض الشركات في القطاعات الدوائية وغيرها لهذه الضغوط غير أنها حذرت بأن هذا التحول سيتطلب وقتاً طويلاً.
حاليأً، تقوم الشركات بحساب الزيادة في كلفة أعمالها والتي تسببت بها هذه الرسوم والتي من المرجح أن تؤثر على مبيعاتها وهامشها ربحها وبالتالي على أسعار أسهمها، وسيكون عليها البحث عن بدائل لسلاسل التوريد الحالية لتجنب هذه الرسوم قدر الإمكان.
وكانت أسعار مؤشرات الأسهم الأمريكية قد تراجعت بشكل ملحوظ حيث خسر مؤشر SP500 أكثر من 5% من قيمته من بداية العام على خلفية مخاوف تراجع الناتج المحلي الإجمالي بسبب سياسات ترامب والتي تسببت بتراجع الانفاق الاستهلاكي وثقة المستهلك وارتفاع العجز في الميزان التجاري الأمريكي، غير أن أداء الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي قد يتحسن بعد إقرار حزمة التخفيض الضريبي التي تنوي ادارة ترامب تمريرها في الكونغرس الأمريكي خلال العام الحالي.
في بداية التعاملات هذا الأسبوع، تراجعت أسعار مؤشر الأسهم الأمريكي لأدنى مستوياته منذ عدة أشهر ومن ثم ارتدت الأسعار بسبب عمليات جني الأرباح. وعلى الرغم من الارتفاع المذكور، إلّا أن الأسعار ما زالت تختبر الحد الأدنى لمنطقة التداول السعرية الحالية التي تقع بين 5562 – 5770. كذلك تشير قراءة مؤشر القوة النسبية إلى أنه يقع ضمن منطقة التشبع البيعي دون مستوى 30 بما يدل على قوة زخم الاتجاه الهابط.
لذلك يعتبر إغلاق الأسعار اليومي أسفل الحد الأدنى لمنطقة التداول المذكورة إشارة على إمكانية هبوط الأسعار باتجاه 5325. وفي هذا السيناريو، يتوجب الأخذ بالاعتبار إمكانية الارتداد عند مستوى الدعم الذي يقع عند 5385.
في حال عجز الأسعار عن الإغلاق تحت الحد الأدنى لمنطقة التداول المذكورة أعلاه وارتفاع مؤشر القوة النسبية فوق مستوى 30، فإن ذلك يشير إلى تراجع في زخم الاتجاه الهابط بما يفتح المجال أمام إمكانية اتجاهها لاختبار الحد الأعلى من منطقة التداول والذي يقع عند 5770.
مصدر الرسم البياني: منصة ADSS