عين على الأسواق
الخميس، 30 يناير 2025
في 27 يناير، شهد سوق الأسهم حالة من الذعر نتيجة للأحداث الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تسببت في تغييرات كبيرة وتراجعت على إثرها أسهم شركات كبرى مثل انفيديا و AMD وMicorn. وقد نتجت هذه المخاوف بعد نجاح شركة DeepSeek الصينية في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي منخفض التكلفة، مما أثار مخاوف بشأن استثمارات الذكاء الاصطناعي والتكاليف والعوائد المستقبلية. فيما أدت هذه المخاوف إلى أزمة ثقة بين المستثمرين وزيادة وتيرة خفض التصنيف من قبل المحللين تجاه الشركات المتأثرة.
وعلى الرغم من هذه الأخبار السلبية، أظهرت آبل أداءً قوياً بفضل تطويرها لجهاز الآيفون، مما يثير التساؤل حول قدرتها على مواجهة التحديات وتحقيق نتائج إيجابية بعد إعلان أرباحها.
على الرغم من الزخم الكبير الذي صاحب ابتكارات آبل في مجال الذكاء الاصطناعي وتحديث جهاز الآيفون، يبدو أن الحماس قد خفُتَ. ويتوقع المحللون أن تعلن آبل عن نتائج أرباح ضعيفة في 30 يناير.
في هذا السياق، قامت شركة Jefferies، وهي شركة استشارات مالية، بتخفيض تصنيف آبل إلى “ضعيف” مع خفض السعر المستهدف للسهم إلى 212 دولار. وأرجعت ذلك إلى ضعف مبيعات الآيفون وتباطؤ السوق في استيعابها، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالترويج لميزات الذكاء الاصطناعي في النماذج الجديدة. كما أعربت عن توقعاتها بأن آبل قد تُخيّب آمال المستثمرين.
على نفس النحو، خفّضت Loop Capital تصنيف سهم آبل (من الشراء إلى الاحتفاظ) وخفّضت السعر المستهدف إلى 230 دولار بناءً على تحليلات المحلل جون دونوفان الذي أشار إلى انخفاض كبير في الطلب على أجهزة الآيفون اعتباراً من الربع الأول، مع توقعات بتراجع هذا الطلب في الربعين الثاني والثالث.
ورغم تدهور التوقعات بالنسبة لآبل، قد تشكّل التوقعات المنخفضة فرصة جيدة لها. فإذا تجاوزت الشركة هذه التوقعات وقدمت نتائج أفضل من المتوقع، فإن أي إشارات إيجابية قد تكون مفاجئة بشكل كبير وتساهم في رفع ثقة المستثمرين وبالتالي تعزيز سعر السهم.
رغم أن آبل قد تعرّضت لعدة صدمات في يناير، فإن التوقعات الفنية بالنسبة لها ما زالت إيجابية. إذ يُظهر الرسم البياني الشهري أن سهم آبل قد وجد دعماً عند 220 دولار، وارتد بعد أن وصل إلى أدنى مستوى شهري عند 219 دولار.
لذلك، إذا جاءت نتائج أرباح آبل في 30 يناير مُخيّبة للآمال بشكل كبير، فإن التراجع الأخير في سعر السهم قد يكون مجرد رد فعل على الأخبار السلبية المتوقعة. وبالتالي، فإن أي نتيجة دون المتوقع قد تؤدي إلى رد فعل إيجابي من المستثمرين.
مؤشر آخر مهم هو المتوسط المتحرك لمدة 10 أشهر. إذ يُظهر تحليل خط المتوسط المتحرك الأزرق كيف كان هذا المؤشر مستوى دعم قوي في فترة السوق الصاعدة الطويلة. حتى بعد الانخفاض في السوق الهابطة لعام 2022، شكّل هذا المؤشر مقاومة في سبع مناسبات حتى حدوث الاختراق في مارس 2023.
بناءً على ذلك، مع توافق المتوسط المتحرك لـ 10 أشهر مع مستوى دعم السعر عند 220 دولار، قد يكون ذلك كافياً لوقف التراجع المحتمل في الأيام المقبلة.
نظراً لأن التداول يتطلب رهانات مدروسة بناءً على الاحتمالات، من الضروري إدارة المخاطر بشكل دقيق واستخدام أوامر وقف الخسارة. وهنا فمن الحكمة وضع أمر بيع في نطاق يتراوح بين 217 و 219 دولار إذا أعاد سهم آبل اختبار أدنى مستوياته التي سجّلها في يناير أو أقل قليلاً قبل أن يرتفع.
وعلى العكس، إذا جاءت أرباح آبل في 30 يناير أفضل من المتوقع، فقد يصل السهم إلى مستويات قياسية جديدة.