عين على الأسواق
الخميس، 3 أكتوبر 2024
اعترت مشاعر القلق والتخوّف الأسواق المالية في بداية أكتوبر، حيث استهلّ المضاربون على الشراء الربع المالي الرابع بتوخي الحذر. ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين بشأن خفض أسعار الفائدة مستقبلاً وتباطؤ تحقيق الشركات للأرباح، أدت جميع هذه العوامل التشاؤمية إلى العزوف عن تداول الأصول ذات المخاطر العالية.
ومع استفادة المعادن الثمينة من الاضطرابات العالمية، هل يمكن أن يؤدي هذا الوضع الدقيق إلى تعزيز زخم الفضة لتصل إلى 35 دولاراً في الأشهر المقبلة؟
في 30 سبتمبر، رفع محللو غولدمان ساكس هدفهم السعري المستهدف للذهب في مطلع عام 2025 إلى 2900 دولار، وأخبروا العملاء بما يلي: “لطالما أوصينا المستثمرين بحيازة الذهب بسبب الخفض التدريجي لأسعار الفائدة العالمية وازدياد طلب البنوك المركزية لخفضها بشكل منهجي، والاستفادة من مزايا التحوّط بالذهب ضد المخاطر الجيوسياسية والمالية والركود”.
ومع ذلك، وفي الوقت الذي سجّل به الذهب العديد من الارتفاعات القياسية خلال هذا العام، لا تزال الفضة بعيدةً عن ذروتها التي شهدتها عام 2011. ومع تحرّك كلا المعدنين الثمينين بنفس الاتجاه كما هو متوقع عادةً، من الممكن أن تسجّل الفضة مزيداً من الارتفاع إذا استمر السوق الصاعد.
يُلاحظ أن الفضة قد أظهرت نمطاً مثيراً للاهتمام على المخطط البياني الشهري، حيث أنهت شهر سبتمبر فوق مستوى تصحيح فيبوناتشي 50٪ لتحديد مستوى المقاومة، تلته تأثيرات صعودية.
علاوةً على ما تقدم، يُلاحظ أنه بعد الإغلاق فوق مستوى تصحيح فيبوناتشي 61.8٪ عام 2020 ، ارتفعت الفضة بما يقارب 50 سنتاً لتلامس مستوى 50٪. أي بمعنى آخر، بعد الإغلاق فوق مستوى إجراء تصحيح واحد لفيبوناتشي، تتجّه الفضة عادةً نحو المستوى التالي.
وفي حال حدوث تطوّر مماثل خلال بقية هذا العام والعام المقبل، فإن الارتفاع إلى مستوى تصحيح فيبوناتشي 38.2٪ يعني أن سعر الفضة سيقترب من 35 دولاراً.
ليس بعيداً عن مستوى تصحيح فيبوناتشي 50٪، يشكّل المتوسط المتحرك لمدة 5 أشهر (الخط الأزرق) دعماً إضافياً بالقرب من مستوى 30 دولار. وقد كان هذا المستوى مؤشراً رئيسياً للاتجاه خلال الأسواق الصاعدة للفضة سابقاً، ويتوقّع أن يشكّل دعماً قوياً عند دمجه مع مستوى تصحيح فيبوناتشي 50٪.
في حال كان 30 دولاراً يمثل الحد الأدنى الجديد للفضة وكان مستوى الـ 35 دولاراً يمثل مستوى المقاومة التالي، فإن المعدن الأبيض يكون قد ارتفع بمقدار 4 دولار وانخفض بمقدار 1 دولار بناءً على تقريب السعر الحالي إلى 31 دولاراً. وعليه تُعتبر هذه التوقعات الإيجابية لنسبة الأرباح إلى المخاطر مواتيةً للمضاربين على شراء الفضة.
استناداً إلى ذلك، قد يُفضّل المتداولون الراغبين في المخاطرة القيام بإجراء صفقة على الفور، في حين أن الإستراتيجية منخفضة المخاطر تتمثل في الانتظار حتى حدوث التراجع بالقرب من مستوى 30 دولاراً ثم القيام بصفقة تداول بمجرد استقرار السعر.