عين على الأسواق
الخميس، 19 سبتمبر 2024
اعتادت الأسواق بأن تكون الشركات الأكبر حجماً هي الأفضل أداءً في السنوات القليلة الماضية، ومع تحقيق هذه الشركات الضخمة مثل أنفيديا وآبل وأمازون ونتفليكس وميتا بلاتفورمز ومايكروسوفت لعوائد قوية، فقد تشهد الأشهر القليلة المقبلة تحوّلاً جذرياً يُغيّر هذا المفهوم.
فعلى الرغم من أن أداء مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة كان أقل من أداء مؤشر ناسداك 100، إلّا أن تخفيضات أسعار الفائدة غالباً ما تنعكس بشكل إيجابي على أسهم الشركات الصغيرة. وعليه، هل يمكن للشركات الصغيرة ذات الأداء الضعيف أن تتقدم إلى الصدارة بعد تخفيض أسعار الفائدة؟
نظراً لأن معظم الشركات الصغيرة تُوّلد إيراداتها بشكل محلي، فإنها بذلك شديدة التأثر بالاقتصاد الأمريكي. واستناداً إلى ذلك، يمكن لأسعار الفائدة المنخفضة أن تعمل على تحفيز الطلب وتحسين هوامش الربح من خلال تقليل تكاليف الاقتراض.
في هذا السياق، أفادت ليز آن سوندرس، كبيرة استراتيجيّ الاستثمار في تشارلز شواب بقولها “غالباً ما يكون أداء الشركات الصغيرة جيداً خلال دورة خفض سعر الفائدة” وأضافت بأن “هذه الشركات قد حظيت بأداء قوي عندما أشار الاحتياطي بشكل قاطع إلى عزمه الإقدام على تخفيف السياسة النقدية، وأننا لسنا في حالة ركود وأن اقتصادنا في وضع جيد”.
ومع اعتبار كل ما تقدم، فإن تخفيض سعر الفائدة قد يساعد مؤشر راسل 2000 على تحقيق مكاسب والتفوّق على مؤشر أس آند بي 500 ومؤشر ناسداك 100 التقني.
بعد أن عانى صراعاتٍ عدة منذ 2022 حتى مطلع 2024 ، ارتفع مؤشر راسل 2000 ليخترق مستوى المقاومة وأعاد اختبار مستوى الاختراق بنجاح خلال مرحلة تراجع شهية المستثمرين في أغسطس 2024. ومنذ ذلك الحين، تحوّل مستوى المقاومة الأسبوعية للمؤشر إلى مستوى دعم، مما ساهم في تعزيز التوقعات الإيجابية.
إضافةً إلى سِجل الاختراق على مدى سنوات عدة، يتمتع مؤشر راسل 2000 أيضاً بدعم متزايد من الخط الأبيض المتجّه صعوداً والخط الأزرق الصاعد (المتوسط المتحرك لفترة 30 أسبوعاً). مع ملاحظة أن الأخير قد أنهى حركات التصحيح بشكل واسع في أبريل ويونيو ويوليو وسبتمبر 2024، ويشير المقياس إلى تسجيل ارتفاعات أعلى كلما طالت مدة بقاء المؤشر فوق ذلك المستوى.
نتيجةً لذلك، نرى العوامل الفنية والأساسية للمؤشر تتحرك في اتجاهات مواتية.
بعد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المقرّر في 18 سبتمبر، فقد شهدنا تقلّبات متزايدة خلال المؤتمر الصحفي الذي أدلى به جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي. إذ شهدت الأسعار تقلبات كبيرة خلال اليوم.
مع ذلك، يشير الرسم البياني الأسبوعي لمؤشر راسل 2000 إلى أن التوقعات متوسطة الأجل لا تزال قوية، وقد يشكّل التراجع إلى مستوى المتوسط المتحرك لفترة 30 أسبوعاً أو مستوى دعم خط الاتجاه نقاط دخول جذابة.