تحليل الأسواق
4 يونيو 2024
من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية الأوروبية القادمة في الفترة من 6 إلى 9 يونيو 2024. وستجري كل دولة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي انتخابات منفصلة خلال فترة الثلاثة أيام هذه، وسيعتمد تمثيل كل دولة داخل البرلمان على عدد سكانها حيث يخصص للفائزين عددًا من المقاعد البرلمانية وفقًا لذلك.
تجرى جميع الانتخابات على المستوى الوطني (داخل كل دولة) من خلال قائمة وطنية، وأي حزب يستوفي الحد الأدنى لتعيين عضوه في البرلمان الأوروبي سوف يرسل إلى البرلمان، حيث سيحاول الانضمام أو تشكيل كتل دولية أكبر.
وسينعكس الأداء المتوقع لكل كتلة سياسية على الأسواق العالمية، وخاصة اليورو والأسهم الأوروبية، ولكن على عكس الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة أو الانتخابات البريطانية العامة، فإن الانتخابات البرلمانية الأوروبية عادةً حدثًا غير مؤثرًا في الأسواق بشكل ضخم. ومع ذلك، ستشهد الأسواق الرئيسية زيادة في الحجم والتقلبات في الفترة التي تسبق الانتخابات وأثناءها وبعدها مباشرة.
ومن الطبيعي أن تكون الأسواق الأكثر تأثراً هي الأسهم الأوروبية، مع مراقبة مؤشرات الأسهم الرئيسية في ألمانيا وفرنسا. في أسواق العملات، قد يواجه اليورو تقلبات إضافية، خاصة إذا كانت النتيجة غير حاسمة أو إذا خسرت أحزاب الوسط أمام الأحزاب الهامشية، مما سيؤدي إلى خسائر في اليورو.
تتذبذب حركة أسعار اليورو بسبب وجود أكبر عملتين من أزواج اليورو – الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني – واللذان تشهد بلادهما انتخابات في عام 2024. وبسبب الاستقرار النسبي في أوروبا مقارنة بالوضع في أوائل عام 2010، فمن المحتمل ألا تشهد أسواق السندات تقلبات هائلة مهما كانت النتيجة. بل أنه على الأغلب سوف تكون أي تقلبات ناجمة عن انتخابات الاتحاد الأوروبي حدثًا عابرًا، لذا يجب على متداولي عقود الفروقات الذين يتطلعون إلى الربح من تحركات السوق أن يأخذوا ذلك في الاعتبار عند التداول، وأن يكون لديهم الإستراتيجية الصحيحة لإدارة المخاطر..
تعتبر التقلبات المتزايدة فرصة لمتداولي عقود الفروقات، لذلك نحن نتابع الانتخابات جيدًا وباهتمام. ويفترض أن تكون فترة التقلبات القصوى خلال الانتخابات التي تستغرق عدة أيام وبشكل خاص بعد إعلان النتائج، لذلك قد ترغب في استغلال الفرصة والدخول في مراكز أثناء تلك الفترة. ويعتمد الاتجاه الذي ستتخذه التقلبات على نتائج التصويت، وبما أن هناك بعض العوامل التي تحرك الأسعار، فلا يمكن لأحد التنبؤ بردود أفعال السوق بشكل مؤكد. ومع ذلك، سنتناول أدناه بعض النتائج المحتملة.
كما هو موضح في ملخص انتخابات البرلمان الأوروبي، تتوقع استطلاعات الرأي تحقيق مكاسب كبيرة لكتلة الهوية والديمقراطية، وقد تتسبب في اضطرابات سعر اليورو حيث تتضمن الكتلة العديد من الأحزاب المتشككة في الاتحاد الأوروبي. في الفترة التي سبقت الانتخابات، أشار حزب الشعب الأوروبي المنتمي إلى يمين الوسط إلى أنه قد يكون مستعدًا للعمل مع المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، وهي كتلة يمينية أخرى من المتوقع أن تحقق أداءً جيدًا، لتشكل أغلبية بعد الانتخابات.
وهذا يجعل من احتمالية حدوث نتيجة مفاجئة، حيث يعجز البرلمان عن أداء مهامه أو يفرض تشكيل ائتلاف غير عملي أقل احتمالا بكثير، على الرغم من أن الأسواق ستظل تتطلع لمعرفة مدى جودة أداء الأحزاب الوسطية. وقد تؤدي النتائج الأفضل من المتوقع بكثير لكتلة الهوية والديمقراطية أو كتلة اليسار إلى إثارة قلق الأسواق، مما يؤدي إلى خسائر في اليورو وتقلبات في الأسهم.
هناك طريقتان رئيسيتان لتداول الأحداث السياسية؛ تتمثل الطريقة الأولى في تنفيذ المراكز بناءً على أرقام استطلاعات الرأي في الفترة التي تسبق الانتخابات والتصرف بناء على رد فعل السوق المتوقع (وهذا ليس علمًا دقيقًا بأي حال من الأحوال). أما الآخر، وهو أكثر خطورة ويتطلب بحثًا مستقلاً، فيتضمن وضع مركز مخالف معتمد على وجهة نظرك الشخصية للنتيجة أو رد الفعل المحتمل.
وفي كلتا الحالتين، فإن المتغيرين الرئيسيين هما: النتائج ومدى تطابقها مع استطلاعات الرأي، والآخر هو تفاعل السوق مع أي نتيجة تحدث. وعلى الرغم من أن النتائج النهائية تأتي عادة ضمن هامش الخطأ لدى الجهات القائمة على استطلاعات الرأي، إلا أن هناك استثناءات كبيرة، ومع مثل هذه الانتخابات الكبيرة والمعقدة، فإن نتائج استطلاعات الرأي المحتملة ستكون أقل دقة من المعتاد. وأي فجوة كبيرة بين استطلاعات الرأي والنتائج الفعلية ستؤدي إلى تقلبات كبيرة في السوق.
المتغير الثاني الذي سبق وإن أشرنا إليه، وهو تأثير كل نتيجة من نتائج الانتخابات على السوق، والتي يمكن افتراضها ولكن دون تأكيد على الإطلاق. لقد ذكرنا بعض ردود الفعل المحتملة للسوق أعلاه، ولكن غالبًا ما يكون التنبؤ بها صعبًا، ويجب التعامل معها بحذر. في بعض الأحيان “تفضل” الأسواق أي نتيجة حاسمة على نتائج أخرى غير مؤكدة، ويتطلع بعض المستثمرين على المدى الطويل إلى الدخول في مراكز بعد الانتخابات، مما قد يتسبب في ارتفاع قصير مهما كانت النتيجة. غالبًا ما ينعكس جزئيًا أو كليًا تأثير إعلان النتائج على السوق النهائي في الأيام التالية، مما يخلق العديد من الفرص لمتداولي عقود الفروقات النشطين للدخول والخروج من المراكز.
إن التنبؤ بنتائج الانتخابات وتأثيراتها على السوق هو أمر غير مؤكد بسبب طبيعة الانتخابات نفسها، ويحتاج متداولو عقود الفروقات إلى فهم أن الأسواق يمكن أن تفاجئهم دائمًا. لكن بعض النقاط الأساسية التي يجب الانتباه إليها هي ضعف أداء اليورو بعد النجاح القوي للغاية لكتلة الهوية والديمقراطية، وقوة الأداء لليورو إذا تفوقت نتائج حزب الشعب الأوروبي. قد يؤدي الأداء القوي لقائمة كتلة الخضر/التحالف الأوروبي الحر إلى هبوط الأسهم الصناعية، مما يؤثر بشكل خاص على الشركات المصنعة الألمانية. قد تواجه السندات أيضًا تقلبات، وسيكون لسعرها علاقة عكسية مع تحركات المؤشر واليورو.
ومن المرجح أن تشهد جميع هذه الأسواق تقلبات ذات ارتفاعات قصيرة يتبعها تصحيح، نظرًا لأن التأثير السياسي الإجمالي للانتخابات يتوقع أن يكون صغيرًا.
كيف ستؤثر انتخابات البرلمان الأوروبي على الأسواق المالية؟
تأثير الانتخابات على الأسواق ليس مؤكدًا، لكن الانتخابات الأوروبية 2024 قد تسبب تقلبات في الأسهم الأوروبية واليورو، خاصة إذا كان أداء الأحزاب الهامشية جيدًا أو كانت النتائج غير محسومة.
ما هي الاستراتيجيات الرئيسية للتداول خلال الانتخابات الأوروبية؟
يمكن للمتداولين إما فتح مراكز بناءً على بيانات استطلاع الرأي قبل الانتخابات، أو اتخاذ مراكز عكسية بناءً على التنبؤات الشخصية للنتيجة. وفي كلتا الحالتين سوف تحتاج إلى وضع افتراضات حول 1) النتائج و2) رد فعل السوق على أي نتيجة، مما يجعل هذا النوع من التداول غير قابل للتنبؤ.
ما هي المؤشرات التي يجب على المتداولين مراقبتها خلال انتخابات الاتحاد الأوروبي لمعرفة نبض السوق؟
أهم الأصول التي يجب مراقبتها هي اليورو/الدولار الأمريكي واليورو/الجنيه الاسترليني، والتي ستظهر استجابة السوق الكبيرة سواء كانت إيجابية أو سلبية للنتيجة النهائية. ومن المرجح أن تتبع مؤشرات الأسهم الأوروبية اليورو، في حين أن السندات – إذا تحركت على الإطلاق – سوف تظهر استجابة سعرية عكسية.