تحليل الأسواق
11 يونيو 2024
انتهت الانتخابات البرلمانية للاتحاد الأوروبي، وظهرت النتائج. وحتى الآن، كانت استجابة الأسواق هادئة وهو ما شهده المتداولون، مع خروجهم من الأصول الأكثر تقلبًا والتوجه إلى أصول الملاذ الآمن. ولم يكن من المستغرب أن تتوافق نتائج الانتخابات مع توقعات الاقتراع. وتضمنت بعض ردود الفعل الرئيسية للأسواق ما يلي: استمرار ضعف اليورو في أسواق الفوركس، مع اتجاه اليورو/الجنيه الاسترليني نحو الانخفاض منذ يوم الاثنين الموافق العاشر من يونيو. وشهدت مؤشرات الأسهم في فرنسا وألمانيا هبوطًا ثم انتعاشه. وتجدر الإشارة إلى أن حركات السوق تلك التي تتسم بتجنب المخاطرة توفر فرصًا لمتداولي عقود الفروقات الباحثين عن صفقات البيع والشراء.
شهدت انتخابات عام 2024 مكاسب لمجموعات الجناح اليميني المتمثل في حزب المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون وحزب الشعب الأوروبي وحزب الهوية والديمقراطية، وخسائر لحزب الخضر البيئي وكتلة تجديد أوروبا الليبرالية. ووافقت نتائج استطلاعات الرأي قبل الانتخابات نتائج الانتخابات الحقيقية إلى حد كبير، وهو عامل رئيسي لاستقرار السوق. ومقارنة بالتوقعات، فقد تفوق أداء حزبي المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون وحزب الشعب الأوروبي، وكان أداء حزب الخضر أسوأ حتى من المتوقع. ومن ناحية أخرى، على الرغم من تحقيق حزب الهوية والديمقراطية لمكاسب، إلا أنه لم يصل إلى المستويات التي توقعتها استطلاعات الرأي.
على مستوى الاتحاد الأوروبي، لم يتغير الكثير. وكما كان متوقعًا، كان أداء التيار اليميني موفقًا للغاية، وكان أداء تيارات يسار الوسط والخضر والليبرالية ضعيفًا. وجاءت النتائج كما ذكرها موقع EuropeElects على النحو التالي:
بمجرد ظهور النتائج ليلة الأحد، شهد اليورو هبوطًا حادًا. وصل زوج اليورو/الدولار الأمريكي إلى أدنى قيمة له خلال 30 يومًا بعد وقت قصير من الانتخابات. ومن المرجح أن تكون أي مشكلة في هذا السوق لفترة قصيرة، لذلك يمكن للمتداولين الذين يتوقعون انتعاشًا سريعًا اتخاذ مراكز بيع أو شراء. كما شهد مؤشر يوروستوكس 50 هبوطًا طفيفًا قبل أن يتعافى.
وجاءت أهم النتائج على المستوى المحلي الأوروبي من فرنسا وألمانيا. نظرًا لأن مؤشرات الأسهم، باستثناء يورو ستوكس، تتداول في البورصات الوطنية، فيجب أخذ النتائج في الاعتبار في كل بلد على حدة.
في فرنسا، وبسبب الأداء القوي للغاية الذي حققه حزب التجمع الوطني القومي (أعضاء حزب الهوية والديمقراطية) قرر الرئيس ماكرون حل البرلمان الفرنسي على الفور. وهذا يعني أنه ستكون هناك جولة أخرى من انتخابات مجلس النواب الفرنسي في نهاية يونيو، حيث من المتوقع أن يؤدي حزب التجمع الوطني أداءً جيدًا للغاية. وكانت ردود فعل السوق الوطنية في فرنسا سلبية للغاية ولكنها استقرت بحلول الحادي عشر من يونيو. واستطاع مؤشر كاك 40 الفرنسي أن يتعافى بشكل جيد بعد صدمة سلبية أولية يوم الثلاثاء، وبدأ التداول صعودًا، على الرغم من عدم الاستقرار السياسي المستمر.
أما ألمانيا فقد شهدت أداءً قويًا للغاية من جانب الحزبان الشقيقان الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني / الاتحاد الاجتماعي المسيحي من يمين الوسط، وهما جزءان من المجموعة البرلمانية لحزب الشعب الأوروبي. كما كان أداء حزب البديل من أجل ألمانيا جيدًا، حيث جاء في المركز الثاني. ويذكر أن حزب البديل من أجل ألمانيا كان في السابق جزءًا من كتلة الهوية والديمقراطية في البرلمان الأوروبي، لكن تم استبعاده بعد سلسلة من الجدل الإعلامي. وكان أداء الحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم بزعامة المستشار الحالي أولاف شولتس، وهو جزء من كتلة الاشتراكيين والديمقراطيين، ضعيفًا. وبالنسبة لرد فعل مؤشر داكس الألماني فكان سلبيًا على النتيجة، فافتتح منخفضًا في العاشر من يونيو، قبل أن يشهد انتعاشًا جزئيًا.
ينقسم المحللون حول ما إذا كان سينشأ تأثيرات طويلة المدى من نتيجة الانتخابات الأوروبية. حيث استجابت كل من الأسواق الأوروبية الدولية والأسواق الأوروبية على المستوى المحلي (تأثيرات داخلية داخل حدود الدولة) بشكل سلبي لنتيجة عام 2024، لكن رد الفعل كان هادئًا مقارنة بالأحداث الكبرى السابقة، مثل استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2016. ويمكن للمتداولين العثور على العديد من فرص التداول، إما بيع الأصول التي يتوقعون أن يكون أداؤها سيئًا أو فتح مراكز شراء. كل من التقلبات الحالية وأي تصحيحات يمكن أن تفتح الفرص في كلا الاتجاهين. وكما هو الحال دائمًا، تعد إدارة المخاطر الحكيمة والتنويع والاستراتيجية المدروسة بعناية أمرًا ضروريًا.
ماذا تعني نتائج انتخابات الاتحاد الأوروبي 2024 للأسواق؟
نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي تعني مكاسب للتيارات اليمينية وخسائر للتيارات الخضراء والليبرالية. وأدى ذلك إلى استجابة سلبية معتدلة للسوق. حيث انتقل المتداولون من الأصول المتقلبة إلى أصول الملاذ الآمن، بالإضافة إلى ضعف اليورو. هذه النتائج، التي تتماشى إلى حد كبير مع توقعات استطلاعات الرأي، وتخلق فرصًا لصفقات بيع وشراء عبر عقود الفروقات.
كيف استجابت الأسواق الأوروبية على المستوى المحلي؟
وشهدت الأسواق المحلية الرئيسية في فرنسا وألمانيا نتائج مزعزعة، مع رد فعل سلبي في السوق. وفي فرنسا، أدى الأداء القوي لحزب التجمع الوطني القومي إلى هبوط كبير للأصول الرئيسية، على الرغم من تعافي مؤشر كاك 40 بسرعة. وفي ألمانيا، أدى نجاح حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني / الاتحاد الاجتماعي المسيحي من يمين الوسط والأداء القوي لحزب البديل من أجل ألمانيا إلى انخفاض مؤشر داكس في البداية، قبل أن يتعافى جزئيًا.
كيف يمكنني تداول تقلبات الانتخابات؟
التقلبات التي ظهرت في الأسواق الأوروبية تخلق فرصًا لمراكز البيع والشراء. حيث يمكن للمتداولين اتخاذ مراكز بيع إذا كانوا يعتقدون أن السلبية ستستمر أو تتفاقم أو وضع مراكز شراء إذا كانوا يعتقدون أن التصحيح سوف يفوق ذلك. تسمح مرونة عقود الفروقات باتخاذ مراكز ذكية على كلا الجانبين، مما يجعلها مثالية للأسواق المتقلبة.