تحليل الأسواق
12 يونيو 2024
تجرى انتخابات المملكة المتحدة العامة المقبلة في الرابع من يوليو 2024، وقد يشهد المتداولون النشطون في الأسواق البريطانية – سوق المؤشرات، الأسهم، السندات أو أزواج العملات التي تتضمن الجنيه الاسترليني – تقلبات متزايدة في الفترة التي تسبق وتلي الانتخابات.
وإذا كان من الممكن الاستفادة من الانتخابات السابقة لوضع سيناريوهات محتملة لما قد يحدث في الانتخابات المقبلة، فقد تشهد الفترة التي تسبق الانتخابات ارتفاعات صغيرة في الأسهم والجنيه الاسترليني، مع تأثير محدود للانتخابات على المدى الطويل. لكن التداول في الفترة المحيطة بالانتخابات يكون دائمًا غير مؤكد، ويمكن للأحداث الإخبارية أن تدفع الأصول البريطانية في أي من الاتجاهين. لذلك يحتاج متداولو عقود الفروقات النشطون في الأسواق البريطانية إلى اليقظة ومراقبة الأسواق بانتباه، حيث أن التقلبات تخلق فرصًا جيدة للتداول بالإضافة إلى المخاطر التي تهدد المراكز المفتوحة.
الحزبان الحاكمان الأساسيان في المملكة المتحدة، واللذان شكلا كل أو جزء من كل حكومة منذ عام 1915، هما حزب العمال والمحافظون. وكلًا منهما عبارة عن مجموعتين واسعتين تضمان فصائل مختلفة، ولكنهما يمثلان في الأساس حزبًا سياسيًا نموذجيًا ينتمي إلى يسار الوسط (العمال) ويمين الوسط (المحافظين). وقد أشارت استطلاعات الرأي الحالية إلى فوز واضح لحزب العمال، مع السؤال الوحيد عن مدى حجم انتصارهم. وهناك مجموعة من العوامل، بما في ذلك ترشح نايجل فاراج عن حزب الإصلاح اليميني، تعني أن هذه الانتخابات من المرجح أن تكون كارثية على حزب المحافظين الحاكم.
وأشار أول استطلاع رأي على مستوى الدوائر الانتخابية في نهاية مايو إلى أنهم قد يكونون في طريقهم للفوز بما لا يقل عن 140 مقعدًا – بانخفاض من 365 مقعدًا بعد انتخابات عام 2019 السابقة. وبما أن المحافظين يحكمون المملكة المتحدة، بشكل مستقل أو في ائتلاف مع الديمقراطيين الليبراليين (حزب وسطي أصغر) منذ عام 2010، فإن هذا يعد تغييرًا كبيرًا. وحتى الآن لم يكن هناك رد فعل يذكر في السوق، مع الأداء القوي لكل من مؤشر FTSE100 ومؤشر FTSE250 في الربع الأول من عام 2024. ولكن يمكن لمتداولي عقود الفروقات أن يتوقعوا زيادة التقلبات مع اقتراب يوم الانتخابات.
إن التنبؤ بتأثير الانتخابات على السوق البريطاني أكثر تعقيدًا مما يبدو. ومع تقدمهم المستمر في استطلاعات الرأي بنسبة 20% أو أكثر، ليس هناك شك كبير حول نتيجة هذه الانتخابات. وهذا يعني أن الأسواق على الأرجح مستعدة للنتيجة النهائية. ومع ذلك، فإنه من المرجح أن يشهد يوم الانتخابات ذروة التقلبات. وتتلخص الأسواق الرئيسية التي يجب مراقبتها في زوج اليورو/الجنيه الإسترليني، ومؤشر فوتسي 100، والسندات البريطانية (المعروفة باسم “gilts”).
تاريخيًا، كان حزب المحافظين يُعتبر أكثر تأييدًا للأعمال، وكان أداء مؤشر FTSE100 يميل إلى القوة خلال الاثني عشر شهرًا التي تلي فوز المحافظين. أما مدى تأثير فوز حزب العمال على الأسواق فهو أمر أقل تأكيدًا، حيث تستقر التقلبات الأولية على الأرجح مع مرور الوقت. ولكن يجب على متداولي عقود الفروقات المتعاملين في الأسهم والسندات البريطانية أو الجنيه الإسترليني أن يكونوا منتبهين.
يبحث متداولو عقود الفروقات دائمًا عن التقلبات، ولا يخافون من تحركات السوق. فعندما تتحرك الأسواق، تنشأ فرص التداول، حيث تعد عقود الفروقات أدوات قوية بشكل مبهر للشراء أو البيع في أي سوق. ومع ذلك، من المهم عدم الانزعاج من التحركات غير المتوقعة، وأن يستخدم المتداولون النشطون في الأسواق المتأثرة بالانتخابات إجراءات حكيمة لإدارة المخاطر.
من الواضح أن الأسهم البريطانية ستتأثر بتغيير الحكومة. وبعض القطاعات التي يجب الاهتمام بها هي السكك الحديدية والبنية التحتية وشركات التطوير العقاري الكبرى. وكان حزب العمال قد أشار في وقت سابق إلى أنه سيحاول تحفيز بناء المنازل وتأميم السكك الحديدية، مما قد يؤدي إلى مكاسب محتملة في البناء وخسائر في السكك الحديدية والبنية التحتية للسكك الحديدية. وبطبيعة الحال، مجرد الحديث عن شيء ما لا يضمن حدوثه، لذا توقع التصحيحات بعد أي تقلبات أولية. وعلى المدى المتوسط إلى الطويل، يتوقع المحللون أن يكون رد فعل السوق محدودًا.
هناك زوجان كلاسيكيان لمتداولي عقود الفروقات في الفوركس هما EUR/GBP و GBP/USD. حيث يتيح لك كلاهما التداول بناءً على ثقة السوق في الاقتصاد البريطاني، لكن كل زوج يأتي مع تعقيدات نظرًا لأن عام 2024 هو عام الانتخابات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك المملكة المتحدة. تجرى انتخابات البرلمان الأوروبي قبل أقل من شهر من الانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة، لذا يتعين على متداولي عقود الفروقات الذين يتطلعون إلى تداول التقلبات الناتجة عن تأثير الانتخابات في السوق البريطاني أن يأخذوا في الاعتبار أيضًا أي تأثير لتلك الانتخابات على مراكزهم. وبما أن الانتخابات الأمريكية ستجرى في نوفمبر، فربما يكون زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي طريقة أبسط للمشاركة في تقلبات السوق البريطاني.
يُعرف الدين الحكومي في المملكة المتحدة باسم gilts. عادة ما يتم التعبير عن أسعار هذا النوع من السندات بالنظر لعائدها، والذي يتناقص مع ارتفاع الأسعار. عندما تنخفض أسعار الـgilts (زيادة العائدات)، فهذه علامة على قلق الأسواق بشأن الجدارة الائتمانية المستقبلية للحكومة المصدرة. وبما أن كلا الحزبين لديهما سياسات مالية متشابهة تقريبًا، فإن أي خفض أو رفع محتمل لأسعار الفائدة يكون أكثر صلة بأسعار السندات من نتيجة هذه الانتخابات. قد يحصل متداولو عقود الفروقات الذين يبحثون عن التقلبات على فرصة أفضل في أسواق الفوركس والأسهم مقارنة بالسندات البريطانية.
عادة ما تكون الانتخابات فرصة جيدة لإحداث تقلبات، مما يخلق فرص شراء وبيع لمتداولي عقود الفروقات. ورغم أن نتيجة هذه الانتخابات تبدو في الوقت الحالي مؤكدة إلى حد كبير، إلا أن رد فعل السوق لا يمكن التنبؤ به دائمًا. لذلك يجب على متداولي عقود الفروقات النشطين في أسواق المملكة المتحدة أن يكونوا مستعدين للتقلبات، خاصة في أزواج العملات بالجنيه الاسترليني وسوق الأسهم البريطاني.
كيف يمكن أن تؤثر انتخابات المملكة المتحدة العامة على الأسواق المالية؟
من الممكن أن تؤثر الانتخابات العامة للمملكة المتحدة بشكل كبير على الأسواق المالية، مع توقع زيادة التقلبات في الأسهم البريطانية والمؤشرات والسندات والجنيه الاسترليني. وتشير الاتجاهات التاريخية إلى ارتفاعات محتملة في الأسهم والجنيه الاسترليني في الفترة السابقة للانتخابات، ولكن النتائج يمكن أن تكون غير متوقعة. ولذلك يجب أن يكون متداولو عقود الفروقات مستعدين لفرص التداول المختلفة.
ما هي النتيجة المحتملة للانتخابات العامة المقبلة في المملكة المتحدة؟
تشير استطلاعات الرأي الحالية إلى فوز واضح لحزب العمال ويمكن أن تشهد النتيجة أيضًا انخفاضًا كبيرًا جدًا في مقاعد حزب المحافظين الحاكم. وكانت هذه النتيجة متوقعة لبعض الوقت، ولن تتفاجأ الأسواق إلا إذا ثبت أن استطلاعات الرأي غير دقيقة بشكل لم يسبق له مثيل.
ما هي الأسواق التي يجب على متداولي عقود الفروقات مراقبتها خلال انتخابات المملكة المتحدة؟
تشمل الأسواق الرئيسية التي يجب مراقبتها مؤشر اليورو والجنيه الاسترليني EUR/GBP ومؤشر فوتسي 100 والسندات البريطانية (gilts). وتجدر الإشارة إلى أنه كان يُنظر إلى حزب المحافظين تاريخيًا على أنه مؤيدًا للأعمال التجارية، إلا أن تأثير فوز حزب العمال على الأسواق أقل تأكيدًا، مما يتطلب من المتداولين توخي الانتباه واليقظة. ومن المرجح أن تشهد الأسهم البريطانية، وخاصة في قطاعات مثل السكك الحديدية والتطوير العقاري، وأزواج العملات الأجنبية مثل اليورو/الجنيه الاسترليني والجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي التقلبات.