تحليل الأسواق
3 سبتمبر 2024
مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية 2024 يزداد الاهتمام بها محليًا وعالميًا وبنتائجها وتأثيرات هذه النتائج على الأسواق. أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تعادل نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب. ورغم أن هناك متسعًا من الوقت لتشهد نتائج استطلاعات الرأي بعض التغيرات، إلا أن حالة عدم اليقين السياسي تزامنت مع هبوط في سوق الأسهم الأمريكية، حيث تسببت الاضطرابات بين متداولي الأسهم الأمريكية في زعزعة استقرار سوق الأسهم. ولا أحد يتيقن من كيفية تفاعل الأسواق مع فوز ترامب أو هاريس، ولكن هناك بعض الأسهم ستكون أكثر عرضة للتأثر من غيرها.
ستتركز تقلبات السوق في عدد قليل من التواريخ الرئيسية المحيطة بالانتخابات. وبالإضافة إلى بيئة تجنب المخاطر/الرغبة في المخاطرة، فعلى الأرجح سوف تتأثر الأسهم الفردية في صناعات معينة – الدفاع والتمويل والطاقة – بشدة بالانتخابات الأمريكية 2024. فهذه هي الشركات ومجموعات الأعمال المرتبطة بالمناظرات السياسة أثناء الانتخابات، والتي تتضمن الأمن والإنفاق العسكري والدفاعي والتمويل أو السياسات المتعلقة بالصناعة. وعلى الرغم من أن تأثير الانتخابات الرئاسية على السوق بشكل عام يعتبر محل جدل شديد، إلا أن تأثيراتها على الأسهم المحددة أكثر وضوحًا وأمرًا لا يمكن إنكاره.
يعد مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) أحد المقياسين الرئيسيين لأداء سوق الأسهم الأمريكية والذي يجب عليك الانتباه إليه جيدًا، ويتكون من أبرز وأهم 30 شركة أمريكية. وعلى عكس مؤشر ستاندارد أند بورز 500، الذي يشمل شريحة أوسع من الاقتصاد الأمريكي، فإن مؤشر داو جونز الصناعي يركّز بشكل كبير على عدد قليل من القطاعات. وهذا من شأنه أن يجعله أكثر حساسية للمناظرات السياسية التي تؤثر على القطاعات المالية والسلع الاستهلاكية والأدوية. كما أن مؤشر داو جونز الصناعي مرجح بالسعر، وليس بالقيمة السوقية كبقية المؤشرات. ومن الجدير بالذكر أن في سنوات الانتخابات السابقة، حقق مؤشر داو جونز الصناعي أداءً قويًا بعد النتيجة، مع ارتفاعات كبيرة في عامي 2016 و2020، وقد يتكرر هذا النمط أيضًا في عام 2024.
تحدث بعض المتخصصين في السوق عن اسهم ترامب – الأسهم التي قد تحقق أداءً جيدًا إذا عاد الرئيس السابق ترامب وفاز بالانتخابات الأمريكية 2024. ومن المهم أن يتذكر المتداولون والمستثمرون أن استطلاعات الرأي متقاربة للغاية الآن، وحتى إذا فاز الجمهوريون بالانتخابات، فلا يوجد ضمان بأن الأسهم ستتحرك بالطريقة المتوقعة. ومع ذلك، فإن بعض التأثيرات المحتملة في حالة فوز ترامب ستكون في الأسهم المالية والطاقة، بعيدًا عن شركات الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة. فمن المرجح أن تستفيد هذه الأسهم من فوز هاريس، وقد تشهد هبوطًا إذا فاز ترامب.
بنك أوف أميركا هو أحد أكبر البنوك الاستثمارية العالمية. يتوقع المحللون أن تكون إدارة ترامب أكثر تساهلاً مع القواعد المتعلقة بعمليات الاندماج والاستحواذ، مما قد يوفر ارتفاعًا في أسهم البنوك. وبالتالي، يمكن لبنك أوف أميركا، مع أعماله في قطاع الاستشارات المالية للشركات الكبيرة، أن يستفيد من فوز ترامب، حيث وعد الحزب الجمهوري بتقليص القوانين العامة بالقطاع المالي وتخفيف القيود على عمليات الدمج والاستحواذ.
تعتبر لوكهيد مارتن واحدة من أكبر الشركات في قطاع الدفاع والفضاء. وهي أكبر شركة للصناعات العسكرية الأمريكية، وتصنع الطائرات المقاتلة الرئيسية للجيش الأمريكي، إلى جانب شريكين آخرين. تعتبر أسهم لوكهيد مارتن من الاسهم المكونة لمؤشر ستاندرد أند بورز 100، والتي قد تستفيد من فوز ترامب حيث يتمتع الحزب الجمهوري بسجل طويل من الاستثمارات الدفاعية الكبيرة. كما يُعتبر السهم مصدرًا موثوقًا به للغاية لتوزيع الأرباح.
نيكست إرا إنرجي هي شركة طاقة أمريكية ضخمة، وتعتبر أكبر شركة قابضة للمرافق في العالم من حيث القيمة السوقية. تركز نيكست إرا بشكل كبير على الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة الشمسية، والتي تعد مسؤولة عن حوالي نصف إجمالي إنتاجها من الطاقة. من المرجح أن يستمر الاستثمار في الطاقة المتجددة إذا فازت الديمقراطية كامالا هاريس بالبيت الأبيض، لذلك قد يستفيد هذا السهم من فوز هاريس، وقد يتعرض لخسائر في أعقاب فوز ترامب.
يعتبر ويلز فارجو آند كومباني أحد البنوك الأمريكية الكبرى، والذي يركز على قطاع الخدمات المصرفية للأفراد. باعتباره أحد أكبر البنوك في السوق العام في الولايات المتحدة، فقد يستفيد ويلز فارجو من متطلبات رأس المال الأقل صرامة إذا فاز الجمهوريون بالبيت الأبيض في 2024. وعلى عكس بنك أوف أميركا أو غيره من البنوك الاستثمارية الكبرى، فإن إيرادات ويلز فارجو مستمدة من السوق المحلية الأمريكية، وبالتالي فإن تأثيرات العوامل الخارجية غير المتعلقة به أو دورات السوق ستكون أقل.
لقد اقترب موعد الانتخابات الأمريكية 2024. وعلى الرغم من أنه يمكننا توقع أداء قطاعات معينة في ظل رئاسة ديمقراطية أو جمهورية، إلا أن النتيجة غير المؤكدة للانتخابات تجعل الأمر صعبًا. وما لم تتوسع استطلاعات الرأي بشكل كبير قبل الانتخابات، فإن أي تعديلات في السوق تحدث في اللحظة الأخيرة، قد تتسبب بسهولة في نتائج مفاجئة للمتداولين. وعندما تعاد فتح الأسواق في السادس من نوفمبر، من المرجح أن تكون الأسهم الموصوفة في هذه المقالة الأكثر تأثرًا بالتقلبات، ويجب على متداولي الأسهم أو عقود الفروقات على الأسهم أن يضعوا مراكزهم بعناية. وكما هو الحال دائمًا، فيمكن للأسواق أن تتحرك بطرق غير متوقعة، لذلك يجب دعم أي تداول بخطة إدارة مخاطر حكيمة.
ما هي الأسهم التي قد تستفيد من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024؟
لا أحد يستطيع الجزم بأي أسهم ستحقق أداءً جيدًا بعد الانتخابات. ومع ذلك، فقد يكون بنك أوف أمريكا ولوكهيد مارتن في وضع جيد للتداول بقوة بعد فوز ترامب. قد تستفيد أسهم البنوك من التشديدات المالية الأقل صرامة، في حين قد تشهد شركات الحلول الدفاعية مثل لوكهيد مارتن زيادة في الاستثمار تحت إدارة جمهورية.
كيف من الممكن أن يتفاعل مؤشر داو جونز وستاندرد آند بورز 500 مع نتائج الانتخابات الأمريكية؟
في الانتخابات الأخيرة، كان أداء مؤشر داو جونز قويًا بعد نتائج الانتخابات، مع ملاحظة ارتفاعات كبيرة في عامي 2016 و2020. يتركز مؤشر داو جونز في عدد قليل من القطاعات وقد يكون أكثر تقلبًا من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقًا.
ما هي الأسهم التي قد تستفيد من فوز هاريس؟
قد تكون شركة نيكست إرا إنرجي، وهي شركة المرافق التي تركز بشكل كبير على إنتاج الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية، من بين الأسهم المستفيدة من فوز كامالا هاريس. وبشكل عام، من المرجح أن تستفيد القطاعات المعنية بالطاقة المتجددة والتكنولوجيا ذات الصلة من الإدارة الديمقراطية، التي من المرجح أن تستثمر في التكنولوجيا الخضراء.