عين على الأسواق
الثلاثاء، 7 مايو 2024
شهد مؤشر إس آند بي 500 بضعة أسابيع صعبة، حيث عززت الأوضاع الجيوسياسية وارتفاع عوائد سندات الخزانة المخاوف من التباطؤ الاقتصادي. ولكن مع إعلان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أنها ستخفّض برنامج تقليص السيولة النقدية (QT) بمقدار 35 مليار دولار واجتياز العديد من عمالقة التكنولوجيا الكبرى اختبارات أرباحهم، تحوّلت لحظات القلق والترقب إلى ترحيب حيث استعاد مؤشر إس آند 500 جزءاً كبيراً من خسائره الأخيرة.
إلّا أنه مع زيادة الضغط وانعكاساته في الأيام المقبلة؛ سيتطلع المتداولون لمعرفة الفئة التي ستهيمن على السوق، فهل سيُطيح المضاربون على الشراء بالمضاربين على البيع، أم سيحدث العكس؟.
في هذا الصدد، فقد ساعد ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في 3 مايو على الإغلاق فوق أعلى مستوياته المسجلة منذ أواخر أبريل. ومع ذلك، لم يتمكن المؤشر من استعادة متوسطه المتحرك لفترة 50 يوماً، وفي حال توقفه عند هذا المستوى، فإن ذلك سيوحي – إلى حد كبير – بهيمنة المضاربين على البيع.
إلى جانب ذلك، تُذكّرنا حركة السعر الأخيرة بالفترة التي سبقت عملية التصحيح في أواخر العام الماضي، حيث أتاح الارتفاع الحاد المجال للإرتداد إلى ما دون المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً. وبعد بعض الاستقرار، استمرت المنطقة الواقعة بين المتوسطات المتحركة لفترة 50 و 100 يوم في الانكماش حتى انخفض مؤشر S&P 500 إلى ما دون كليهما. ولكن في هذه المرة، تُظهر حركة السعر على الجانب الأيمن من الرسم البياني كيفية استمرار المتوسط المتحرك لـ 50 و 100 يوم في التقارب، على أن الفجوة ستتقلص بشكل أكبر كلما طال بقاء المؤشر دون مستوى المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً. نتيجةً لذلك، يتعين على المتداولين مراقبة المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً عن كثب مع توخي الحذر حتى يُظهر المؤشر قوة مستدامة فوق المستوى الرئيسي.
ويبقى السؤال حول ما إذا كان المضاربون على الشراء سيهيمنون على السوق ويستعيدون المتوسط المتحرك لفترة 50 يوماً، أم سيتمكن المضاربون على البيع من فرض هيمنتهم من جديد؟