تحليل الأسواق
30 سبتمبر 2024
في مساء يوم العاشر من سبتمبر، خاضت نائبة الرئيس كامالا هاريس مناظرة مع الرئيس السابق دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا. واشتبك المرشحان الرئاسيان حول مجموعة من المواضيع بما في ذلك الهجرة والتضخم والاقتصاد والسمات الشخصية لكلا المرشحين والأمن وكذلك سياسة الطاقة. هناك اختلافات سياسية كبيرة بين المرشحين بشأن هذه القضايا، وهي قضايا لها تأثير مباشر على أسواق الأسهم الأمريكية والعالمية. لقد استعرضنا بالفعل بعض هذه القضايا السياسية وأوضحنا ما قد تعنيه لمحفظتك. ولكن مع اقتراب موعد الانتخابات، يزيد تفاعل المتداولون مع الديناميكيات المتغيرة للحملات الانتخابية.
يتحدث المتداولون والمحللون عما يسمى برهان Trump trade، وهو ما يقصد به التداول في أصول معينة من المتوقع لها أن ترتفع في حالة فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية 2024. أحد هذه الأصول هو الدولار الأمريكي، والذي قد يستفيد من التعريفات الجمركية التي وعد بها المرشح الجمهوري. في ليلة المناظرة، انخفض الدولار الأمريكي قليلاً مقابل كل من الين الياباني واليورو، مما يشير إلى ضعف رهان Trump trade حيث عدّل المتداولون توقعاتهم بشأن الفائز في الانتخابات. جرت المناظرة في أعقاب نتائج استطلاعات الرأي المتقاربة التي تشير إلى تقدم طفيف للديمقراطية كامالا هاريس، لذلك يمكن للمتداولين توقع سوق متقلبة مع تغير استطلاعات الرأي في الفترة التي تسبق الانتخابات. أما خارج الولايات المتحدة، فقد شهدت الأصول العالمية المعرضة للمخاطر لهبوط طفيف أيضًا، حيث سجل كل من مؤشر نيكاي 225 الياباني ومؤشر ASX 200 الأسترالي خسائر طفيفة ليلة المناظرة. قد يشير هذا إلى هبوط الأسهم توقعًا لفوز ديمقراطي، أو ببساطة توقعات السوق بنتيجة متقاربة وغير محسومة.
تشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية المشاهدين رأوا أن الديمقراطية كامالا هاريس كانت أقوى في المناظرة. إلا أن عددًا قليلًا نسبيًا من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، ولن يغير سوى جزء صغير منهم تصويتهم بناءً على المناظرة، لذلك من غير المرجح أن تكون مناظرة يوم الثلاثاء حاسمة. وعلى الرغم من أن المناظرة الرئاسية الأمريكية السابقة كانت بمثابة بداية لانسحاب الرئيس جو بايدن المفاجئ من انتخابات 2024، إلا أن هذه المناظرة لم تشهد سوى لحظات درامية قليلة ومن غير المرجح أن تغير آراء عدد كبير من الناخبين المحتملين. ومن الجدير بالذكر أن تأثير المناظرات الرئاسية على الأسواق لطالما كان محل نزاع شديد من قبل المحللين، حيث يزعم البعض أنها لا تؤثر على نتيجة الانتخابات وأسعار الأصول المالية طويلة الأجل. ومع ذلك، تتفاعل الأسواق عن كثب مع أي حدث سياسي في الفترة التي تسبق انتخابات مهمة، خاصة عندما يكون المرشحان متقاربين للغاية في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وعلى مستوى الولايات. يمكن أن تساعدنا تحركات السوق الآن أيضًا في التنبؤ بردود الفعل المحتملة على النتيجة النهائية، وقد تكون حالة التوتر في سوق الأسهم العالمية هذا الأسبوع علامة على ضعف السوق في المستقبل، في حالة انتصر الديمقراطيون في نوفمبر.
لقد تعرض رهان Trump trade لضغوط في أعقاب هذه المناظرة. فمنذ المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس، تمتعت كامالا هاريس بارتفاع نتائجها في استطلاعات الرأي، مما جعلها تتقدم على ترامب على المستوى الوطني وفي العديد من الولايات المتأرجحة الحاسمة. لكن الهوامش لا تزال متقاربة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ترامب قد أضاق الفجوة في الأيام التي سبقت المناظرة الرئاسية. وسوف نرى قريبًا ما إذا كان أداء هاريس في المناظرة يترجم إلى زيادة في استطلاعات الرأي أم لا، وهو الذي قد يؤدي إلى انخفاض الدولار الأمريكي والأسهم العالمية مع استمرار المتداولين في التخلي عن رهان Trump trade. وقد يتضخم رد فعل سوق الأوراق المالية خلال الانتخابات في الخامس من نوفمبر إذا ظلت نتائج استطلاعات الرأي متقاربة، حيث تصعب الانتخابات شديدة المنافسة على المتداولين تعديل محافظهم مسبقًا.
يبقى أن نرى ما إذا كانت هذه المناظرة ستمثل بداية لارتفاع نتائج الديمقراطيين، أو ما إذا كان ترامب سيستمر في تضييق الفجوة بينه وبين منافسته. لكن التخلي الجزئي من رهان Trump trade يُظهر أن الأسواق تأخذ أداء كامالا هاريس على محمل الجد. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم ضئيل لهاريس، إلا أن النتائج لا تزال ضمن هامش المنطقة وهناك أكثر من شهر قبل انتخابات الخامس من نوفمبر. وهذا يعني أن المتداولين والمستثمرين على حد سواء بحاجة إلى الاستعداد لتقلبات كبيرة، وخاصة في الأصول المتعلقة برهان Trump trade مثل الدولار الأمريكي، أو غيره من أسهم الانتخابات الرئيسية. قد يكون تأثير الانتخابات على الدولار الأمريكي كبيرًا هذه المرة، لذلك يجب على متداولي الفوركس الانتباه بشكل خاص إلى نتائج استطلاعات الرأي والأحداث السياسية مع اقتراب الانتخابات.
كيف تؤثر الانتخابات الرئاسية الأمريكية عادةً على الأسواق المالية؟
غالبًا ما تتسبب الانتخابات الأمريكية في تقلبات الأسواق المالية حيث يعدل المتداولون محافظهم بناءً على التغييرات السياسية المحتملة. يمكن أن يختلف التأثير اعتمادًا على السياسات المقترحة من قبل المرشحين واحتمالية فوزهم المتوقعة. وبشكل عام، تفضل الأسواق المالية الوضوح والاستقرار، لذلك يمكن أن تؤدي النتائج غير المحسومة أثناء السباقات الانتخابية إلى زيادة التقلبات. قد تتأثر قطاعات معينة بشكل أكبر بناءً على مواقف المرشحين بشأن قضايا مثل التنظيم والضرائب وسياسات التجارية. كما رأينا في مناظرة ترامب وهاريس 2024، حتى التحولات الصغيرة في استطلاعات الرأي أو أداء المناظرة يمكن أن يؤدي إلى ردود فعل السوق، وخاصة في الأصول مثل الدولار الأمريكي ومؤشرات الأسهم الرئيسية. حيث يعتمد تأثير الانتخابات على سوق الأوراق المالية على سياسات كل مرشح والثقة العامة للسوق في كل من المرشح وحزبه.
ما هو رهان Trump trade وكيف يؤثر على المتداولين والمستثمرين؟
رهان Trump trade هو نوع من أنواع التداول الناشئ الذي يتطلع من خلاله المتداولين إلى الاستفادة من النتائج المحتملة لفوز دونالد ترامب بانتخابات أمريكا 2024. وهو ينطوي على تداول أصول محددة من المتوقع أن تشهد ارتفاعًا تحت رئاسة ترامب، وهي مزيج من الأسهم الأمريكية والدولار الأمريكي. فيمكن أن يستفيد الدولار الأمريكي من التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب على السلع الأجنبية والسياسة الصناعية العامة، فضلاً عن الاقتصاد المحلي القوي. هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن المتداولين خرجوا من هذا الرهان في أعقاب مناظرة ترامب وهاريس مباشرة.
ما مدى موثوقية المناظرات الرئاسية كمؤشرات لنتائج الانتخابات وما هو تأثير المناظرة الرئاسية على السوق؟
المناظرات الرئاسية من أبرز وأهم ملامح الانتخابات، ولكنها ليست دائمًا مؤشرًا موثوقًا لنتائج الانتخابات أو اتجاهات السوق طويلة الأجل. وعلى الرغم من أن المتداولين قد عدلوا مراكز تداولهم في أعقاب مناظرة ترامب وهاريس، إلا أن عددًا قليلًا نسبيًا من الناخبين لا زالوا غير واثقين بشأن قرارهم النهائي، وبالتالي يغيرون أصواتهم بناءً على أداء المناظرة. وهذا يعني أن المتداولين الذين يحاولون الاستفادة من رد فعل سوق الأوراق المالية في الانتخابات يجب أن يكونوا حذرين في افتراض أن أداء المناظرة القوي سيترجم إلى فوز في انتخابات نوفمبر. تتوافق ردود أفعال السوق التي لوحظت بعد مناظرة ترامب وهاريس، مثل الضعف الطفيف للدولار الأمريكي وهبوط أسواق الأسهم العالمية الطفيف، مع استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز الديمقراطية كامالا هاريس في مناظرة 2024. ولكن من المهم للمستثمرين أن ينظروا إلى المناظرات باعتبارها مجرد عامل واحد من بين العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات واتجاهات السوق.