تحليل الأسواق
25 سبتمبر 2024
الانتخابات الأمريكية القادمة على الأرجح ستكون بمثابة المحفزات الأساسية لتقلبات السوق. وقد أوضحت ADSS بالفعل كيف قد تؤثر سياسات المرشحين الرئيسيين على الأسواق، وأشارت أيضًا إلى بعض الطرق التي يمكن للمتداولين من خلالها التعامل معها والاستجابة لها. لكن التداول ينطوي بالضرورة على مخاطر، ويجب إدارة هذه المخاطر بحكمة. حيث تعد إدارة المخاطر واحدة من أهم أجزاء التداول الناجح، فهي لا تحمي المتداولين من الخسائر فحسب، بل تسمح أيضًا لاستراتيجياتهم بالتطور بشكل عقلاني، والتعبير عن وجهة نظرهم في السوق بشكل منطقي يمكن الدفاع عنها بالأدلة. إن إضافة بعض تقنيات إدارة المخاطر الكلاسيكية إلى تداولك يمكن أن يساعدك في تحسين نسبة الربح والربحية الإجمالية، مما يجعل هذه الانتخابات فرصة مثالية لاستكشاف الأسواق المالية.
تُظهر استطلاعات الرأي تقدمًا بسيطًا ولكنه ثابتًا للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ولكنهم متقاربان جدًا في النتيجة بالولايات المتأرجحة لدرجة أن نتيجة الانتخابات قد تظل غير مؤكدة. وقد ظهر ما يسمى برهان Trump trade خلال الصيف، عندما أشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم طفيف للجمهوري دونالد ترامب: صفقات شراء الدولار الأمريكي والأسهم الأمريكية، وخاصة أسهم الطاقة مثل إكسون موبيل. حيث يقوم بعض المتداولين بتصفية هذه الصفقات مع تغير أرقام استطلاعات الرأي، ولكن مع اقتراب الانتخابات من نهايتها، فمن المرجح أن تكون هذه الأصول بمثابة المحفزات للتقلبات في نوفمبر. ولا يقتصر تأثير انتخابات الرئاسة الأمريكية على سوق الأسهم والفوركس فقط، حيث يتعرض النفط والذهب بقوة لحركات السوق المدفوعة سياسياً.
يحتاج المتداولون الذين يتطلعون إلى الاستثمار وتداول هذه الأصول إلى فهم أنهم سيتأثرون بأرقام استطلاعات الرأي ونتيجة الانتخابات. حيث يرتبط رهان Trump trade بشكل مباشر بالحظ الانتخابي للمرشح الجمهوري، ويجب على متداولي الدولار الأمريكي استخدام وجهة نظرهم بشأن الانتخابات لتوجيه مراكزهم. فإذا كنت تعتقد أن الزخم سيستمر في تفضيل هاريس ، فإن التخلي عن رهان Trump trade سيكون الأفضل، إما من خلال مراكز بيع الدولار الأمريكي (أو مراكز شراء لزوج اليورو/الدولار الأمريكي)، أو مراكز بيع عقود الفروقات على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أو أسهم الطاقة الأمريكية الكبرى مثل إكسون موبيل، فأي منهم قد يكون وسيلة قوية للتعبير عن وجهة النظر تلك. ولكن بسبب عدم اليقين الموجود بشأن الانتخابات الرئيسية، من المهم إدارة المخاطر المرتبطة بأي من التداولات.
وقف الخسائر هو أداة أساسية لإدارة المخاطر وأكثرها أهمية للمتداولين. ولكن ما هو وقف الخسارة؟ وقف الخسارة هو أمر بإغلاق مركز تلقائيًا عندما ينخفض سعر أحد الأصول إلى مستوى معين. حيث يتيح لك وضع أمر وقف الخسارة الخروج من المراكز الخاسرة وتقليل خسارتك المرتبطة بها، ويجب دائمًا وضع وقف الخسارة بسعر يحافظ على نسبة المخاطرة إلى العائد لتداولك. النسبة الشائعة هي 1:2، مما يعني أن وقف الخسارة هو 50% من المسافة بين نقطة دخول التداول ومستوى جني الأرباح المتوقع. من الجيد أيضًا استخدام أوامر آلية لجني الأرباح، بحيث تخرج من التداول فورًا عندما يصل السعر إلى هذا المستوى. بالنسبة لمعظم المتداولين الذين يستخدمون نسبة المخاطرة إلى العائد 1:2، يجب أن يكون جني الأرباح ضعف مستوى وقف الخسارة، لذا إذا قمت بشراء زوج يورو/دولار أمريكي بسعر 1.10 مع مستوى جني أرباح 1.20، فيجب وضع أمر وقف الخسارة عند 1.05.
بمجرد وضعك لعدد قليل من المراكز، ستتمكن من رؤية معدل ربحك. وإذا كنت منضبطًا في الحفاظ على نسبة المخاطرة إلى العائد، فلن يهم معدل ربحك، طالما أنه يطابق النسبة. ومن الممكن شرح ذلك بمثال.
لنفترض أن لديك استراتيجية تداول فوركس فنية تعتمد على مؤشر القوة النسبية أو مؤشر فني آخر، والتي لديها معدل ربح 50% على مدار آخر عشر صفقات لك. إذا حافظت على نسبة مخاطرة إلى العائد 1:1، مع وجود مستويات وقف الخسارة على نفس المسافة من سعر الدخول ومستوى جني الأرباح، ستكون استراتيجيتك محايدة للربح. يحدث هذا لأن 50% من الخسائر تساوي 50% من المكاسب. ولكن إذا استخدمت نسبة المخاطرة إلى العائد القياسية 2:1، مع وجود مستويات وقف الخسارة على نصف المسافة من سعر الدخول لمستوى جني الأرباح، فيمكنك توقع مكاسب بنسبة 50%. أما مع نسبة 1:2، فإن 50% من المراكز الخاسرة سوف تساوي نصف قيمة 50% من الصفقات الناجحة فقط. وهذا يؤدي إلى صافي ربح بنسبة 50% مقارنة باستثمارك الأولي.
تتحرك الأسواق صعودًا وهبوطًا، لذا فكلما اقتربت عمليات وقف الخسارة من سعر الدخول، زادت احتمالية تفعيلها وإغلاق الصفقة. وهذا يعني أن نسب المخاطرة إلى العائد المرتفعة للغاية، مثل 1:10، من المرجح أن يتم إيقافها، مما يؤثر سلبًا على معدل الربح. إن إدارة المخاطر الناجحة في التداول تدور حول إيجاد توازن بين الحفاظ على معدل الربح ونسبة المخاطرة إلى العائد. ويتأكد المتداولون الناجحون من تطابق الاثنين لحماية أرباحهم. فإذا وجدت أن معدل ربحك ينخفض بشكل كبير بسبب عمليات وقف الخسارة، وخاصة إذا استمر السوق في التحرك في اتجاه صفقتك الأصلية، ففكر في نسبة مخاطرة ومكافأة أقل، ربما 1:1.5.
تعتبر نسبة المخاطرة إلى العائد 1:1.5 من الاختيارات الأقل شيوعًا من نسبة 1:2 الكلاسيكية، وقد تكون مناسبة إذا كان استخدامك لنسبة 1:2 يؤثر على معدل ربحك. بالعودة إلى مثال زوج اليورو/الدولار الأمريكي أعلاه، فإن هذا من شأنه أن يعطي وقف خسارة عند نسبة 1.03 لنفس نسبة جني الأرباح عند 1.20 ونقطة دخول عند 1.10. وبالتالي يقع وقف الخسارة الجديد هذا على ثلثي المسافة من نقطة الدخول إلى مستوى جني الأرباح، بدلاً من نصف المسافة. وهذا يعني أنه من غير المرجح أن يتوقف بسبب التقلبات الطفيفة في أسعار الأصول. ويمكن أن يؤدي هذا التغيير إلى تحسين معدل الربح في التداول، مما يؤدي إلى تحسن العائد الإجمالي. إن إدارة المخاطر، بعيدًا عن تجنب المخاطر، تسمح لك بمطابقة مستويات وقف الخسارة وجني الأرباح مع أسلوب تداولك ومعدل ربحك.
لا يتعلق التداول بغلق مركز بسبب وجود فكرة أو شك لديك فقط بشأن سوق واحد. بدلاً من ذلك، انظر إلى مراكزك كجزء من محفظة متنوعة من المخاطر المُدارة، المنتشرة عبر الأسواق وعبر فئات الأصول. خاصة مع التحليل الفني، فإن العديد من الاستراتيجيات والتقنيات قابلة للتطبيق عبر الأسواق، لذلك يمكنك محاولة تنويع المحفظة الاستثمارية الخاصة بك. داخل كل فئة من الأصول، يعد إنهاء مراكز متعددة غير مترابطة أمرًا مهمًا أيضًا. على سبيل المثال، إذا كان لديك ثلاث صفقات نشطة في سوق الفوركس، وكلها تنطوي على مراكز بيع دولار أمريكي – على سبيل المثال، مركز شراء زوج يورو/دولار أمريكي، مركز شراء زوج جنيه إسترليني/دولار أمريكي، ومركز بيع زوج دولار أمريكي/دولار كندي، فأنت تجري نفس الصفقة ثلاث مرات. وهذا يعني أن المخاطر التي تتعرض لها مركزة، وسيكون من الأفضل لك تنويع الصفقات من خلال تداول أزواج مختلفة – مثل مركز شراء زوج جنيه إسترليني/دولار أسترالي، وبيع زوج دولار نيوزيلندي/دولار كندي- للتعبير عن نفس الرأي دون التركيز على صفقة واحدة، وفي هذه الحالة هي الدولار الأمريكي. بالنسبة للأصول في رهان Trump trade، مثل الدولار أو مؤشر ستاندرد آند بورز 500، فإن هذا مهم بشكل مضاعف، حيث سيعتمد مسار الأسعار بشكل كبير على نتيجة الانتخابات – وهو أمر لا يمكن التنبؤ به بطبيعته.
لا تتعلق إدارة المخاطر بتجنب المخاطر بل باختيارها. تعد الانتخابات الأمريكية 2024 فرصة للتداول في الأسواق المتقلبة، بما في ذلك الأسهم الأمريكية، والفوركس، والسلع. هناك العديد من الأصول التي قد تشهد حركة سعرية محسنة في الفترة التي تسبق المناسبة، مما يوفر المزيد من الفرص للمتداولين للدخول والخروج من المراكز. تتعلق إدارة المخاطر بالتفكير الاستراتيجي، والتأكد من أن صفقاتك ليست معزولة ولكنها تشكل جزءًا من استراتيجية، وأن حجم مراكزك ووقف الخسائر منطقي. مع هذه المبادئ الأساسية، ستكون أكثر استعدادًا لبدء أو إعادة تشغيل تداولك اليوم والمشاركة في الأسواق المالية للانتخابات الأمريكية.
ما هي بعض تقنيات إدارة المخاطر الرئيسية للتداول خلال الانتخابات الأمريكية؟
هناك تقنيتان مهمتان لإدارة المخاطر في التداول أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهما: وقف الخسارة وتنويع المحفظة الاستثمارية. وقف الخسارة عبارة عن أوامر لإغلاق مركز تلقائيًا عندما يصل سعر الأصل إلى مستوى معين، مما يساعد على تقليل الخسائر في الصفقات الخاسرة. أما التنويع فيتضمن توزيع الصفقات عبر أسواق وفئات أصول مختلفة لتقليل المخاطر المركزة، وهو مهم بشكل خاص للأصول المتأثرة بنتيجة الانتخابات مثل الدولار الأمريكي أو مؤشر ستاندرد آند بورز 500.
كيف ترتبط نسبة المخاطرة إلى العائد بمعدل الربح في التداول؟
ترتبط كلًا من نسبة المخاطرة إلى العائد ومعدل الربح ارتباطًا وثيقًا بربحية التداول. مع نسبة مخاطرة إلى عائد ملائمة، لا يلزم أن يكون معدل الربح الخاص بك مرتفعًا ليكون مربحًا. على سبيل المثال، مع نسبة مخاطرة إلى عائد 1:2، يمكن أن يؤدي معدل الربح بنسبة 50% إلى مكاسب إجمالية. وذلك لأن نسبة 50% من الصفقات الناجحة ستكون قيمتها ضعف قيمة نسبة 50% من الصفقات الخاسرة. ومع ذلك، قد تؤثر نسب المخاطرة إلى العائد المرتفعة جدًا بشكل سلبي على معدلات الفوز من خلال زيادة احتمالية الخروج من الصفقة.
ما هو رهان Trump trade وكيف قد يتأثر بالانتخابات؟
يشير مصطلح رهان Trump trade إلى مجموعة من مراكز السوق التي ظهرت خلال الصيف عندما أظهرت استطلاعات الرأي تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وعادةً ما تنطوي على مراكز شراء دولار أمريكي وأسهم أمريكية، وخاصة أسهم الطاقة. ومع تغير أرقام استطلاعات الرأي واقتراب الانتخابات، من المرجح أن تشهد هذه الأصول تقلبات متزايدة. قد يفكر المتداولون في تعديل مراكزهم بناءً على وجهة نظرهم بشأن نتيجة الانتخابات، مما قد يؤدي إلى بيع هذه الأصول إذا اعتقدوا أن الزخم يتحول نحو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.